الأكزيما أو التهاب الجلد التأتبي هي حالة التهاب مزمنة تصيب 20 في المائة من كل الأطفال ، وتظهر كثيراً لدى الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بالأكزيما أو الربو أو التهاب الأنف الأرجي ، وعادة ما تأتي على شكل فترات من الأعراض الحادة تتبعها فترات قليلة الأعراض أو بدون أعراض ، وتظهر الأكزيما في الأطفال غالباً في شكل طفح مثير للحكة واحمرار وتهيّج في جلد الوجه وفروة الرأس، وفي بعض الحالات، قد تزداد حدة الأكزيما عند تناول بعض الأطعمة .
الأكزيما مرض جلدي
ويوضح طبيب الجلدية بوزارة الصحة الدكتور هيثم محمود شاولي ، أن الأكزيما مرض جلدي ينتشر بين الأطفال الرضع نتيجة التعرض لعوامل البيئة المختلفة وضعف جهاز المناعة وجفاف الجلد والحساسية، وهى عبارة عن بقع حمراء تظهر على الجلد مع وجود حكة وجفاف وانتفاخ، ويلعب العامل الوراثي دورا كبيرا في إصابة الطفل بالأكزيما، ففي حال وجود إصابة مسبقة في العائلة سواء أكانت حساسية جلد أو ربوا أو حساسية أنف فإن احتمال الإصابة بالأكزيما يزداد. فضلاً عن كثير من العوامل المحفزة، مثل: العوامل البيئية كالغبار، العطور، البخور، الصابون المعطر، الملابس غير القطنية، الجو الشديد البرودة أو الشديد الحرارة.
تأثير الأطعمة والمشروبات
ويشير د.شاولي ان بعض الأطعمة والمشروبات تعد من مسببات الأكزيما إذ وجد أن 30 % من حالات الأكزيما تتهيج مع أطعمة معينة مثل المكسرات والأكلات البحرية وبعض أنواع الحليب، والأطعمة ذات الأصباغ الصناعية.
وعن التعامل مع ابني المصاب يستكمل د.شاولي حديثه موضحا انه بصورة عامة يمكن تجنب نوبات المرض بتجنب العوامل المسببة له وذلك من خلال تجنب الاستحمام اليومي للطفل ويفضل أن يكون كل يومين أو ثلاثة ، إضافة زيت مرطب خاص إلى الماء في حوض استحمام الطفل ، تجنب الغبار وذلك باستخدام قطع القماش المبللة بدل الجافة، واستخدام المكانس الكهربائية، مع السماح لأشعة الشمس بالدخول إلى البيت مدة كافية ، إبعاد الحيوانات الأليفة عن المنزل ووضعها في مكان مخصص بعيد عن الأطفال ، ارتداء الملابس القطنية 100 ٪ كذلك الأغطية والشراشف، وعدم السماح للطفل أثناء الحركة أو اللعب بملامسة ألياف السجاد والموكيت.
ويفضل وضع غطاء عازل بين الطفل وتلك الأنواع عند الحاجة ، قص أظافر الطفل لتجنب خدش المناطق المصابة، أو ارتداء قفازات طبية ، استخدام غسول طبي للجسم خال من المواد المحسسة، ويفضل بعد الاستحمام تجفيف الطفل بالتربيت على الجسم بالفوطة القطنية الناعمة بدلاً من الحك والمسح، واستخدام مرطبات الجلد المناسبة للأطفال ، العناية الفائقة برطوبة الجلد خاصة عند المواليد الذين يحملون قصة عائلية للأكزيما، لمنع جفاف الجلد وتشققه وبالتالي بدء دخول المحسسات عبر الجلد وظهور الأكزيما، حيث ينصح باستخدام مرطب مناسب لجلد الطفل بشكل مستمر.
نصائح ووصايا هامة
وينصح د.شاولي بضرورة غسل ملابس الطفل باستخدام صابون خاص (والابتعاد عن المساحيق العطرية القوية) مع فض الملابس بالماء لدورة ثانية ، ومراجعة الطبيب عند ظهور آفات أكزيما لوصف العلاج المناسب، وغالبا ما توصف مراهم الهيدروكوتزن إلى أن يهجع المرض، وقد يلجأ الطبيب لوصف المضادات الحيوية عند وجود التهاب بكتيري ضمن آفات الأكزيما ، عدم استخدام خلطات شعبية مجهولة المصدر، وتشجيع الطفل على استخدام الأدوية ولا سيما الترطيب المستمر، ومكافأته على ذلك، والحرص على تجنب التعرق المفرط أو التدفئة المفرطة.
ويشدد د.شاولي على انه في حالة ثبوت تورط بعض الأطعمة وبخاصة حليب الأطفال في ظهور أو تفاقم الحالة، ينصح بتجنب تلك المواد لمدة زمنية طويلة، واستشارة الطبيب المختص لوصف أنواع خاصة من الحليب للأطفال الذين يعانون من تحسس من بعض المواد الموجودة في الحليب الصناعي ، وفي كل الأحوال يجب على الوالدين التحلي بالصبر والمواظبة على استعمال الأدوية الموصوفة تحت الإشراف الطبي، إذ يتخوف الأهل أحيانا من استخدام مراهم الكورتيزون لما تسببه من آثار جانبية، إلا أن هذه الأدوية موضعية (لا تؤخذ عن طريق الفم أو الحقن)، لذا لا تعد ضارة على المدى البعيد، وبخاصة تحت الإشراف الطبي.