أن تحيا في هذه الدنيا فهي سنة الله تعالى في خلقه وهو أمر ليس للإنسان فيه فضل أو منه بل هو فضل من رب العالمين على عباده عندما أعطاهم الحياة وجعلهم من عباده .. ولكن أن تحيا بعد ماتموت هذه لا تكون الا لعباده من المؤمنين الصالحين كما هو كالنبي والأئمة والصحابة الكرام وتابعيهم وكذلك الأشخاص الذين تركوا لهم ذكرا” مليء بالخدمة والعطاء ، والتفاني والذي يجعلهم خالدين في أذهان الناس فترة طويلة من الزمن ..
ذلك هو أبو عصام …علي الأقنم رحمه الله تعالى برحمته الواسعة والذي بجهوده وعمله المخلص لله تعالى ولآل البيت ع ترك أثر جميلة لا ينسى ..
فلا تجد مناسبة تمر إلا وتجده في مقدمة العاملين الحاضرين ، ولا ترى عمل خير إلا ويكون واحد من بينهم ،ولا يمر زواج أو مناسبة أو حدث اجتماعي إلا ويتصدر الجميع في الخدمة والعمل لوجهه تعالى وبدون أي مقابل
فمنذ أن كنا صغار ونراه يشارك ويقدم ، ويعطي بكل هدوء وبعيدا عن الضجيج ..؟
كما أنه يملك قلبا طيبا وتواضع ،وبساطة لا نظير لها إن لم تكن نادرة في زماننا هذا .. فقد سبق الكثيرين من جيل عصره بهذه الصفات التي يفتقدها الكثير ..
وبقي أبو عصام طوال عمره معطاء مقدام في فعل الخير دائما وابدا .
ومن صفاته المميزة .. كان لا ينتظر دعوة من أحد خاصة فيما يخص المسجد أو أي عمل خير كالمناسبات الدينية ، والأفراح ، وغيرها فكان لا يتأخر لحظة واحدة رغم انشغاله وارتباطه الكبير بعمله في “شركة ارامكو” التي كان يعمل فيها إلا أنه كان حريص على المشاركة والتنسيق مع عمله طوال أكثر من ٣٠ سنة قدم خلالها مايعجز عنه الكثير .
وقد شهدت له موقف قبل ٣٠سنة لا ينم إلا عن رجل كبير عندما كان يشارك في أحد الأعراس ويعمل معهم .. أخطأ بحقه أحد الأشخاص بكلام واعتدى عليه إلا أنه فضل السكوت والصمت ،والترفع عن الرد عليه وكنت مستغربا منه ذلك؟
ولكن بعد سنين عرفت كم هو إنسان كبير وذو خلق رفيع .. وعندما تقاعد من عمله فتح مكانه ومزرعته واستقبل الناس في كل يوم بكل حفاوة وكرم وهذه إحدى خصاله الكريمة .. فيكفيك أبو عصام كل هذا الثناء والذكر والرحمة لك من جميع المؤمنين الذين أسفوا على فقدك .. الرحمة لك ولصديقك الرجل المؤمن المتواضع/ محمد الهاشم أبو أسامة عندما رحل بعدك بأيام قليلة فقط والذي فقدته الأحبة وبكل أسى لأنه نموذج للرجل الطيب المحب والمخلص للجميع .
عشتما معا ورحلتما معا فعليكما الرحمة أبد الآبدين وحشركما الله تعالى مع من تحبون محمد وآل بيته وصحبه المنتجبين .