الصراع المستمر لا يكل ولا يمل، صراع تذرف في تفاصيله الدموع ويسجل مؤرخوه تفاصيل الدماء المسفوكة والأرواح المسلوبة، تاريخه تسود سطوره تارةً وتارةً تشرقُ بالأمل صراع الحق والباطل، لم يتوقف وإن اختلفت تفاصيل أحداثه وتاريخه، وقد يثور بركان الغضب بداخلنا على سماع مظلومية وقعت، وسجلها التاريخ ويصيبنا سهم الحزن على أحداث تخلو من الرحمة ونغفل عن موازين الصراع الذي قد يجرنا على أحد الفريقين .
لماذا نبدوا متيقنين أننا ننصر الحق لو محصنا؟ هل تجاوزنا الصراع الداخلي ؟ إذا يقبع بداخلنا ميزان حق وباطل وإلى أي كفةٍ نميل؟ هل نقتص من أنفسنا إذ كنا مخطئين، قال الله تعالى في محكم كتابهِ الكريم: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَنْ تَعْدِلُوا ۚ وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ” سورة النساء آية ﴿١٣٥﴾ .
تختلف اشتراطات العدالة إذا وقفت علينا و نجتهد في طلبها إذا كان المعتدي غيرنا، لنطهر أنفسنا من الخداع والحسد والحقد والكراهية والظلم والتعدي على حقوق الآخرين، لننتصر على العدو الذي بداخلنا، لنبدأ بتمهيد الطريق من أنفسنا وإلا كان حزننا وغضبنا ماهو إلا مشاعر وقتية لا أثر منها علينا ولا نعتبر ونفشل في الاختبار، وإن عادت الكرة كنا في فريق الباطل.
يقول برتراند رسل: أن العدالة مبنية على الأخلاق لا العكس والسؤال: ماهي قاعدة الخير التي يتعين على الإنسان أن ينظم حياته وفقًا لها؟ إن الناس لا يرغبون في العدالة لذاتها وإنهم لايلتزمون بها إلا مجبرين حتى لا يصيبهم أذى من غيرهم إن عرفوا بالظلم،
كي نصنع تغيير وإصلاح لابد أن نبدأ بأنفسنا إصلاح النفس وتقويمها المنطلق لإصلاح يشمل المجتمع.
1 ping