في أحد الأرياف رأى الطفل زجاجة صغيرة وبداخلها ثمرة ليمون كبيرة.
تعجّب الطفل كيف دخلت!
وهو يحاول إخراجها من الزجاجة لكن من دون فائدة!
عندها سأل والده كيف دخلت هذه الليمونة الكبيرة، في تلك الزجاجة ذات الفوهة الضيقة؟
أخذه والده بزجاجة فارغة وربطها بغصن شجرة ليمون حديثة الثمار، ثم أدخل في الزجاجة إحدى الثمار الصغيرة جداً وتركها، ومرت الأيام فرجع الاب مع الابن الى الريف فإذا بالليمونة كبرت حتى استعصى خروجها من الزجاجة!
حينها عرف الطفل السر وزال عنه التعجب!
ولكن الشيخ الموجود معهم قال :
” لو زرعنا المبادىء والأسس الاسلامية في الطفل وهو صغير سيصعب إخراجها منه وهو كبير”.
تمامًا مثل الليمونة التي يستحيل أن تخرج إلا بكسر الزجاجة.
ما نزرعه في الطفل وهو صغير ينمو عندما يكبر . مثل، الأمانة، الصدق، والنظافة، أمور تبدو في ظاهرها سهلة، ولكنها في الواقع ليست كذلك فهي مهمة مليئة بالتحديات والصعوبات حتى تتم تنشئة الأطفال بطريقة إيجابية تنتج المستقبل أشخاصا أسوياء، ولن يتحقق ذلك ما لم يكن الوالدان على قدر عال من الوعي والمعرفة بتربية الأبناء.
فليست تربية الأطفال واجباً وطنياً وإنسانياً فحسب، بل إنها فريضة روحية مقدسة وواجب شرعي، لذا يجب علينا أن نضع نصب اعيننا أحدث الطرق التربوية التي تنسجم مع النظرة الإسلامية في بناء شخصيته الفكرية والروحية والعملية، وفي الأجواء التي يجب أن تثيرها من حوله من أجل أن يتغذّى سلوكه بجو علمي تربوي خاص.
ولما كان العلم في الصغر كالنقش على الحجر، يتوجب استغلال فترة الطفولة لكسب العلم أفضل استغلال، وفق برامج علمية تتبع مبدأ الأولوية أو تقديم الأهم على المهم خصوصاً ونحن في زمن يشهد ثورة علمية ومعرفية هائلة، وفي عصر هو عصر السرعة والتخصص.