الكاتب الذي يكتب في كل زمانٍ ومكان بمعنى أنه مُدمن للكتابة ولم يكتفِ في مجالٍ واحد بل في عدةِ مجالات تجده يكتب مقالات ومرة قصائد ومرة قصص ومرة خواطر ومهوس في سرد الأحداث والتفاصيل والمشاعر بشكلِ يومي عقلهُ غير هادئ ودائمًا يتخيل أفكارا وأفكار حتى تُصبح رسالة حقيقة تُلامس قلبه وروحه .
تجده أحيانًا مثل الغريب البعيد عن أهلهِ وأصدقائه لأن العزلة هي أسلوب الكتابة الأساسي الذي يُبنى عليه . ولأن هناك عاصفة أفكار تدور في رأسه كل فكرة ترغب في أن تخرج من عقله إلى العالم الخارجي على شكلِ رسالة حقيقة ومؤثرة يتأثر بها الناس وتصل إلى قلوبهم .
فهو يختار أفضل الأفكار وأجملها وأنسبها وبالتالي هذا الأمر يتطلب منه وقت وجهد وفنجانًا من القهوة أو الشاي ليُركز أكثر ويستمتع في الكتابة حتى تنتهي عاصفة عقله، عقله الذي يُقدس كل فكرة جميلة ولا يقبل بأنها تمر منه مرور الكرام .
الكاتب أفكارهُ عزيزات بالرغمِ من أنهم لا يستأذنونه عندما يأتين ! لهذا لا تلم أيُّ كاتب أثناء كتابته عندما يُغلق على نفسه الباب ولا يُريد سماع صوت أحد !
لأن ثم وجود ضيف لديه يُريد أن يسمعه بجميع حواسه وهو الإلهام هذا الضيف الجميل الغريب وعلى حسب المثل المعروف : ” يا غريب كن أديب ” وأما الإلهام فلم يكن يومًا يعرفُ الأدب يأتي مثل السارق متى ماشاء اقتحم العقل ومتى ما شاء هرب .
يسرقُ الكاتب عن جميع من حوله لكي يُبحر في عالم الكتابة حتى ما يكتب ويكتب دون إحساسه بالوقت مثل الذي يغوص داخل البحر ويكتشف جمال وصنع الخالق الكاتب أيضًا يكتشف أشياء جميلة بداخله يُريد إخراجها وبينما هو يبحث تخيل معي لو أن أحدًا طرق الباب وأزعجه وشتت عليه أفكاره ! هُنا لا تتعجب إن أصبح كمثل الحوت يود لو أنه يبتلع مصدر الصوت الذي أزعجه لهذه اللحظة من أجل أن يُكمل كتابته .
وهذا ما حدث معي أثناء كتابتي هذه السطور أزعجني صوت أخي الذي كان يُفسد عَلَيَّ أفكاري بينما كنتُ أكتبُ هذا المقال وكان الإلهام يلعب بدوره في عقلي وأما أخي فكان يلعب لعبة الببجي لهذا كان صراخه عاليًا لأنه كان يخوض حربًا وهدفه الفوز والاستمتاع بالنتيجة مثل ماكنتُ أنا في نفس الوقت أيضًا أخوض حربًا في داخل عقلي من أجل الفوز والاستمتاع بالنجاح أظننا اختلفنا في الرغبات واتفقنا في الشعور .
زارني الإلهام صباحًا عند الساعة التاسعة والنصف وحتى الساعة الحادية عشرة ، كان إلهامًا جميلًا بالرغم من أنه أفسد عليّ نومي ! نومي الذي لم يكن يومًا مُرتبًا بسببه ومازلت في كل يومٍ أسألُ نفسي عندما أضعُ رأسي على الوسادة إنه إِلْهَامٌ أم إدمان ؟ .
1 ping