أقام مركز الأسر المنتجة بالفيصلية أمسية توعوية بعنوان “قنبلة موقوتة” وذلك يوم الثلاثاء الموافق لـ 2020/2/11 حيث تحدثت أخصائية التغذية الأستاذة “بدرية الموسى” عن الزيوت المهدرجة والمتحولة حيث عرفت بأنواع الدهون وقسمتها إلى دهون مُشبعة، و دهون غير مُشبعة، موضحة أن الدهون المُشبعة هي الزبدة، أو تلك المستخلصة من الحيوانات، مثل: الشحوم ، والسمن الحيواني.
وأضافت: “الدهون غير المُشبعة فهي التي تتكون ذراتها من روابط ثنائية ، و يوجد ببعضها هيدروجين ، وبعضها يخلو منه ، ومن هنا جاء اشتقاق ( الهدرجة ، وهو إضافة الهيدروجين عن طريق العمليات الصناعية لهذه الدهون لتصبح بذلك متحوّلة ( تتحول من دهون غير مشبعة ، إلى دهون مُشبعة ) وهي الزيوت التي تمتليء بها أرفف محلات البقالة والسوبرماركت مثل زيت الذرة ، والكانولا ، وزيت عباد الشمس المُهدرج .
ثم تطرقت الأستاذة بدرية إلى تاريخ الهدرجة ، وكيفية نشوء فكرتها ، ومكان صدورها في العالم ،فأخبرت أن تاريخ النشوء حدث قبل حوالى ستين عاماً وبالتحديد في عام 1957م ، حيث فاض إنتاج الذرة في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير جداً كون هذه الزراعة مدعومة حكومياً ، ولذا بدأ التجّار بعصره ، ولكنه أخذ يتأكسد و يتزنّخ لكثرته بتأثير الحرارة و الأوكسجين ، ولذلك نشأت فكرة إضافة ( النيكل و الألمنيوم ) لضمان فترة صلاحية طويلة ،وهذا ما حوّلها من زيوت صحيّة وطبيعية ، إلى زيوت متحوّلة ، ومدمّرة للصحة .
وأشارت الموسى إلى أن الزيون المهدرجة توجد في كل المنتجات الغذائية التي تحتوي على الزيوت النباتية المهدرجة، مثل معظم الأغذية المُصنّعة كالكعك ، والبسكويت ، ورقائق البطاطا ، ومنتجات الألبان المُنكّهة و المُصنّعة ، و مُبيّض القهوة ، و الوجبات السريعة ، ومختلف أنواع الصلصات الجاهزة .
ومن المفيد استبدال هذه الزيوت بزيوت آمنة للطبخ و القلي ، وهي الزيوت المُشبعة التي تتحمل درجات حرارة عالية ، و نقطة احتراقها بطيئة ، ولا تتأكسد بسرعة من فعل الحرارة ، ولا ينتج عنها مركب ( الألدهيد ) الذي يقضي على الفيتامينات والأملاح المعدنية، وهي : زيت جوز الهند غير المصنع ، زيت السمسم ، زيت الزيتون ( البكر للاستخدام البارد ولا يصلح للطبخ بتاتاً ، والزيت الممتاز يصلح للاستخدام البارد وللطبخ ) وزيت بذرة الكتان ،وزيت دوار الشمس العضوي ، اللذان يستخدمان دون طبخ بسبب حساسيتهما للحرارة .
وختمت الموسى أمسيتها التوعوية بعدة نصائح منها عدم تسخين الزيت لدرجة الاحتراق و الوصول لنقطة التدخين ، وعدم ملء المقلاة بالزيت لأكثر من النصف ، وتجنب إضافة زيت قلي جديد للزيت المستخدم مسبقاً ، وعدم استخدام زيت القلي مرتين ، و الاستغناء عن زيوت القلي قدر المستطاع باستخدام طرق بديلة كالمقلاة الهوائية ، و الطبخ باستخدام شواية الفرن ، و التخلص من الزيت حالما يتغير لونه أو رائحته ، أو حالما يتعرض للاحتراق ويتصاعد منه الدخان .
ومن ثم عرض بعد ذلك فيلم قصير عن كيفية الهدرجة، و المواد المُستخدمة فيها، وأشهر المعروضات على أرفف محلات البقالة التي تحتوي زيوتاً مهدرجة.
يذكر أن الزيوت المهدرجة تعمل على زيادة حموضة الدم التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض السرطان، و الأورام الخبيثة .
ومن آثارها الفتاكة الإصابة بارتفاع ضغط الدم، واضطراب مستوى الكوليسترول في الجسم، كما تؤدي إلى تصلّب شرايين القلب و المخ وانسدادها، وتزيد من إفراز هرمون الإستروجين لدى النساء مما يعرضهن للإصابة بسرطان الثدي، وتترسب مركبات الألمنيوم الموجودة بالزيت المهدرج، تترسب في العظام ، والجهاز العصبي المركزي مما يؤدي إلى الخمول والشعور بالكسل، وفقدان الذاكرة الجزئي، ويعرض الكلى للتلف، كما يتسبب في الولادة المبكرة، واضطرابات للهضم عند المولود و تتسبب بتأخر نموّه، وإصابته بالأكزيما.
وقد أثبتت الدراسات العمليّة وفقاً لجمعية مرض الزهايمر وجود علاقة بين معدل الألمنيوم، وعوامل الخطورة المسببة للزهايمر.