تستسلم العين لآخر إغماضه تتعرف الروح فجأة على السلام الأبدي والراحة التي لطالما ننشدها منذ نعومة أظفارنا إحساس لم أشعر به من قبل ثقل ببراءة الأطفال يغفو على صدري يتسرب بدغدغة الى نهايات جسدي للمرة الأولى تزعجني أصوات أحبتي فحواسي نائمة بإستغراق لكن سمعي يسترق لي اللحظات، فأستسلم متشوقة هاربة للمجهول… !!
تحركات غريبة تدور فيما حولي،أصوات حادة مختلطة تكسر حاجز الصمت دموع تغسل جسدي العاري أفكار تولد من رحم ليس ببشري!!! لحظه….
هل هذا ما يسمى بالموت؟؟؟
فكل ما يدور حولي أستطعمه للمرة الأولى أيادي تلامسني لم أعتدها من قبل وجوه لم يسبق لي تصفحها سكون هدوء ظلام الرغبة في الإستمتاع بكل ماهو جديد لكن الخوف من المجهول يقطع بمخالبه هذه الرغبة
نعم!!
بالتأكيد..!!!
إنه الموت، الذي لطالما أرتعبنا منه، لكن ،، لماذا؟؟
ومالذي يدفعنا للخوف منه؟
إنه بداية جميلة ولكن نجهل متى نخطيها، لأن هذه الخطوة ليست بأيدينا وهذا ما يدعوننا للخوف فبدايته رمي ثقل أزمنة عشناها فنحلق خفاف بإستسلام للأبدية فنحن لم نعد مخيرين ولكن مجبرين على كل ماهو جميل وللأبد وسبق ان رأينا أرواحاً خطت هذه الخطوة فمبجرد ما تجمد الجفون تسعى الروح للهروب من برودة الجسد تهاجر الى الخلود تبحث عن أرواح إشتاقت لها تسابق الزمن لتهرب من الوحدة تنتقل من نجمة الى أخرى في وضح النهار، تغذيها بالدفئ أشعة الشمس لتشعرها بالطمئنينة ولتنير لها طريقها فتلتقي بمن تحب وتذوب في وجدانهم من بعد الفراق فتستمد الأرواح نورها من شمس لطالما أنارت الكون بالحب والضياء.
في حين الجسد يحتضن بعضه البعض، حتى يجمع أشتاته التي بعثرها العمر والزمن يرتجي إنصهاره بأرض الخلود وإندماجه بطبيعة كان يراها خلابة فيعود للحياة كزهرة تخرج من الظلمة الى النور من ضيق اللحود الى الفضاءاللا محدود تروى بدموع الأمطار التي ترسلها النجوم وتمدها أشعة الشمس بالحب والدفئ ترافقها أمنيات النجوم باللقاء القريب فيصبح الفضاء ملتقى الأمنيات يتزاحم الأفق بكل ماهو جميل فتزداد لهفة اللقاء بين الجسد والروح، يمتلئ الفضاء بأنفاس العشق وبراءة الأمنيات تنير الشمس دروب النجوم والليل يخفي المداعبات، فمالم نجز عليه في حياتنا إستطعمناه في موتنا.
هل هو الوجه الآخر للموت..؟؟
الوجه الذي لم نعتده من قبل؟؟
فالإنسان عدو ما يجهله، لذلك..!!
نحن من يصنع الموت..!! نموت بالحياة ونحيى بالموت.
لذلك أرجو المعذرة !!
فقد أسئنا الظن بهكذا موت فمن ينتشلنا من القاع الى الفضاء والعددية الى الخلود ومن التعاسة الى النشوة فهو ليس بموت .
•عضو فريق يداً بيد التطوعي