
العنف الأسري ويعرف أيضًا بعدة مسميات: الإساءة الأسرية أو الإساءة الزوجية وهو: استخدام القوّة الماديّة أو القوة المعنوية بشكل عدواني لإلحاق الضرر بأي شخص آخر.
فالعنف الأسري إذاً هو: استخدام القوة والاعتداء اللفظي أو الجسدي أو الجنسي من قبل أحد أفراد الأسرة تجاه فرد آخر في داخل الأسرة نفسها والتي تتكوّن من الزوج والزوجة والأبناء ممّا يترتّب عليه ضرر واضطراب نفسي أو اجتماعي أو جسدي.
أنواع العنف الأسري: 1- جسدي 2- نفسي 3- اجتماعي 4- جنسي.
1- العنف الجسدي : وهو الأشد ومن صوره الضرب وشد الشعر والصفع والمسك بعنف واللكم والخنق والحرق (العقوبة البدنية) .
2- العنف الاجتماعي: يتمثل في فرض الحصار الاجتماعي على المرأة أو الحد من انخراطها في المجتمع وعدم السماح لها باتخاذ قراراتها أو إجبارها على العمل في شيء لا تحبه أو منعها أصلاً من العمل أو إجبارها على التنازل عن حقوقها في الميراث أو الاستيلاء على راتبها أو عن طريق حرمان الطفل من التواصل مع أحد أفراد أسرته أو رفاقه أو قد يكون عن طريق إلحاق الأذى بممتلكات الغير أو تدمير المرافق العامة .
3- العنف النفسي: يتمثل بالعبارات والألفاظ النابية والجارحة وغير اللائقة كالاتهام بالسوء والتخويف والإهمال وعدم تقدير الذات والتهديد المستمر بالطلاق والحرمان من الأبناء أو العكس والحرمان من الحنان وعدم التقبل.
4- العنف الجنسي: وهو الاستدراج بالقوة والتهديد إما لتحقيق الاتصال الجنسي أو لاستخدام المجال الجنسي في الإيذاء كالتحرش والهجر من قبل الزوج ومن صور العنف الجنسي استخدام العبارات الجنسية أو الملامسة بقصد الإشباع الجنسي.
أسباب العنف الأسري:
1_أسباب اجتماعية تبدأ من نشأة الطفل وأسلوب التربية والاهتمام به مروراً بالتفرقة في المعاملة والتمييز بين الإخوة والأخوات والأبناء بشكل عام وتشجيع سلوكيّات العنف والحثّ عليها بشكل مباشر أو غير مباشر وكثرة الخلافات بين الزوجين والتهديد المستمر بالانفصال أو حتى الانفصال الفعلي.
2_ أسباب اقتصادية هي تلك التي نلاحظ وجودها بشكل أكبر في الأسر المكتظّة بعدد أفرادها في ظلّ سكن صغير لا يكاد يتّسع إذ لا يستطيع رب الأسرة سد حاجة أفرادها ومتطلباتهم بسبب الدخل المتدني فيلجأ أفراد الأسرة إلى السلوك العنيف لحل مشكلاتهم.
3_أسباب سياسية سواء كان ذلك في البلدان التي تتعرض للاحتلال أو التي تمارس فيها سياسة الاضطهاد السياسي من قبل حكومات هذه البلدان المستبدة إذ يلاحظ أن كثيراً ممن مورس بحقهم التعذيب والاضطهاد السياسي من قبل حكوماتهم أو حكومة الاحتلال في السجون وغير السجون عادة ما يتعّرضون إلى صدمة نفسية تؤثّر على سلوكهم الفردي والاجتماعي تجاه الآخرين ويلجؤوا إلى العنف كوسيلة لحلّ مشكلاتهم.
4_الأسباب الثقافية عادة ما تكون مرتبطة بالإعلام وكيفية توجيهه لعقول المتابعين والجمهور وعوامل أخرى مثل الحسد وعدم القناعة والكراهية والغيرة وضعف دور الأديان والوازع الديني في توجيه فكر الأفراد.
موقف المملكة العربية السعودية من العنف الأسري:
أنشأت المملكة العربية السعودية الإدارة العامة للحماية الاجتماعية لنشر الوعي بين أفراد المجتمع حول ضرورة حماية أفراد الأسرة من العنف والإيذاء وتحقيق مناخ آمن لمجتمع سليم والعمل على تعزيز مبادئ الدين الحنيف التي تحث على الوسطية والمعاملة الطيبة والتراحم بين أفراد المجتمع حيث تخدم هذه الإدارة الطفل من سن 18 عاماً فما دون والمرأة أياً كان عمرها لحمايتها من الإيذاء الجسدي أو النفسي أو الجنسي والحالات الأخرى المستضعفة كذلك أنشأت نظام حماية من الإيذاء ونظام حماية الطفل انطلاقاً مما حث عليه الدين الإسلامي الحنيف من التكافل والتعاون والمودة والرحمة بهدف تعزيز الاهتمام بالعنف الأسري وكل ما يتعلق به من إساءة معاملة المرأة والأطفال أو تجاهلهم وصون حقوقهم من الجوانب الشرعية والاجتماعية والنفسية والأمنية.