عندما نشد الرحال إلى مكة المكرمة لأداء العمرة نتحمل مشقة الطريق إلى أن نصل إلى الميقات ننسى كل تلك المشقة وذلك عندما نعقد النية ونلبس الإحرام ونلبي التلبيات الأربع .
فيبدوا كل المعتمرين في حلتهم الجميلة والتي تشعرهم بالمساواة مع الآخرين فلا تمييز لجنس أو لون على آخر نتابع الخطى بقلب يخفق وعين ترمق الطريق شوقا للنظر إلى بيت الله الحرام وما أن نصل إلى الحرم المكي ويقع ناظرنا على الكعبة المشرفة تتساقط دموع الفرح والحزن والدعاء والتضرع
فالكعبة المشرفة لها رهبة وعظمة بكسوتها السوداء المطرزة بالآيات المذهبة والتي كلما نظرت إليها شعرت ببهجة وسرور مع أن اللون الأسود قد يوحي بالحزن إلا إنه يعطي الكعبة جمالا ورونقا وانشراحا للصدر .
إن كسوة الكعبة قديمة جدا فقد كانت تجلب من مصر لكنها الأن تصنع في بلاد الحرمين الشريفين تحت أيدي وطنية وتحت إشراف الحكومة الرشيدة التي أعدت مصنعا لها باسم مصنع كسوة الكعبة المشرفة ويعمل هذا المصنع على صيانتها طوال العام وتبديل الكسوة مرة في كل سنة في موسم الحج .
ولا يكتفى بالنظر إلى الكعبة فالأمل يحدوك إلى الوصول للحجر الأسود والركن اليماني والملتزم وغيرها من أركان الكعبة المشرفة للدعاء ورجاء قبول الأعمال وليتذكر كل معتمر أن يستفيد من هذه اللحظات بالدعاء وقراءة القرآن الكريم وصلاة الفرائض في الحرم حيث الفضل الكبير .
وأخيرا نتمنى للجميع أن يوفق لإنهاء اعمال العمرة وأن يكون أداؤها حسب الأحكام الشرعية التي يقرها الفقهاء ويرسم خطاها الشرع الحنيف على خطى النبي ابراهيم عليه السلام وشريعة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم لبيك عمرة وحجة في صحة وعافية ويسر وسهولة .