قال أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن مسألة تعدد الزوجات في الدين الإسلامي تحمل “ظلما للمرأة وللأبناء في كثير من الأحيان، وتعد من الأمور التي شهدت تشويها للفهم الصحيح للقرآن الكريم والسنة النبوية”
وجاءت التصريحات المثيرة للجدل خلال برنامج أسبوعي يقدمه شيخ الأزهر على القناة الفضائية المصرية الرسمية، وأثارت ردود فعل متباينة ما بين ترحيب من جانب النشطاء في مجال حقوق النساء، الذين يرون في الأمر إنصافا للمرأة وإصلاحا للفهم الخاطيء حول قضية الزواج الثاني للرجل، ومعترضين يرون أنها تمثل إنكارا لنص صريح في القرآن يبيح للرجل الزواج بأربعة نساء.
في المقابل تقول الناشطة النسوية مُزُن حسن : إنها لا تطالب شيخ الأزهر بأي توضيحات في هذا الشأن لأنها تقدر الأزهر كمؤسسة دينية “محترمة” في العالم الإسلامي ولكن ليس لها وصاية على المجتمع لكن مُزُن، التي تشغل أيضا منصب المديرة التنفيذية لمؤسسة “نظرة” للدراسات النسوية، طلبت من الحكومة المصرية والبرلمان إعادة النظر في التشريعات التي تحكم قضايا الزواج والأحوال الشخصية بصفة عامة في مصر.
وتوضح مُزُن أن هذه التشريعات ترجع إلى العام 1920 وتخلفت كثيرا عن قضايا المرأة في الوقت الراهن وتضرب أمثالا متعددة بشأن قضايا الطلاق والخلع ورؤية الأطفال وحضانتهم التي تمتليء بها المحاكم وتقول في هذا الصدد إن القانون المصر يقر عقد الزواج المشروط بين الزوجين ولكن ليس هناك أي إلزام قانوني بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه في هذا العقد في حالة الخلاف واستطرد عمرو أديب أن تركيز وسائل التواصل الاجتماعي على هذه القضية هو محاولة لإلهاء المجتمع عن قضاياه الحقيقية المتمثلة في النهوض بالبلاد والارتقاء بها في مجالات مختلفة.
مشيرا في هذا السياق إلى إطلاق دولة مجاورة لمصر، إسرائيل، صاروخا لغزو القمر ونحن مازلانا نتجادل بشأن قضية حسمت منذ أكثر من 1400 سنة، وهي قضية الزواج الثاني للرجل والتي أضطرت شيخ الأزهر للرد ببيان رسمي عبر مؤسسة الأزهر تنفي أن يكون الرجل قد دعا إلى تحريم الزواج الثاني أو إصدار تشريعات بهذا الشأن بينما رأت نهاد أبو القمصان، من المركز المصري لحقوق المرأة إن تصريحات شيخ الأزهر الأخيرة تمثل إنصافا للمرأة “ولكنها تأخرت كثير”.
وتساءلت أبو القمصان خلال حديثها لبي بي سي عن “هل بعد أكثر من 1400 سنة لم تتطور ثقافة المجتمع لتتأكد أن تعدد الزوجات فيه ظلم شديد للمرأة؟”وتضيف نهاد أبو القمصان أن عدم احساس النساء بالأمان والاستقرار في “العلاقة الزوجية” هو أمر يؤثر على احساسهم بالاستقرار بشكل عام في المجتمع وتقول إنها “تشفق” على الرجل الذي يقوم بالزواج الثاني لأنه يظلم نفسه أيضا من خلال الفهم الخاطيء للعلاقة الزوجية القائمة على التوحد والعاطفة والتكامل بين الطرفين، على حد قولها.