بلدة البطالية التي يصل عدد سكانها ما يربو على العشرين ألف نسمة يتوسطها صرح تعليمي للبنات باسم : المتوسطة الأولى بالبطالية دمجت إليها لاحقا مدرسة الابتدائية الثانية وكلاهما للبنات .هذه المدرسة التي بنتها الدولة حسب أعلى معايير التطور في البناء والتصميم الحديث والذي من شأنه أن يوفر البيئة الجيدة والمحفزة لبنات الوطن اللواتي يتم إعدادهن عبر المسيرة التعليمية لخدمة هذا الوطن الغالي.
المدرسة التي لم يتجاوز عمر بنائها 12 عاما والتي ترتادها يوميا ما يقارب الأربعمائة طالبة من المدرستين أستميح القراء بالتعبير عن المدرستين بالمدرسة الواحدة ليسهل فهم المقال وفاجأت المدرسة سكان البلدة وبشكل متكرر من وجود تماس كهربائي خطر في العداد الرئيسي الكهربائي أدى إلى هلع الطالبات وقلق الأمهات على سلامة بناتهن.
التماس الكهربائي الأول قد لا يبرر للأهالي سوداوية النقد ونبز إدارة المدرسة بالتقصير والاستهتار لكن أن تتكرر المشكلة مرة بعد أخرى فهذا أمر مرفوض جملةً وتفصيلا وفي عام 2015 م تكاتفت مجموعة من سيدات البلدة وأنشات مجموعة عبر تطبيق الواتساب أسمتها : يدا بيد لسلامة أبنائنا فكان الهدف المنشود من المجموعة هو توحيد الكلمة للمطالبة بالنيابة عن المجتمع بحقوق الطالبات لحل مشاكل الصيانة سرعان ما قمن الأمهات باتخاذ قرار حازم للحضور إلى المدرسة وبالفعل حضرن الكثير من الأمهات للاستفسار عما يحدث في المدرسة !
الأمهات وحسب ما تروي إحداهن : احتفت المعلمات بهن عندما قدمن للمدرسة في حين أن إدارة المدرسة لم تكن على المستوى المأمول في الإصغاء لشكاوى الأمهات وكان تجاوبهن محبطا للآمال !وفوق ذلك لم يكن هناك أي طلب محلا للتنفيذ ضمن قائمة المطالب والتي كان على رأسها استحضار فني كهربائي مختص لإصلاح الخلل الكهربائي والذي قوبل بامتعاض إدارة المدرسة والتي اعتبرته بمثابة التدخل في شؤون المدرسة .
في ذلك اليوم وفي لحظة خروج الأمهات من المدرسة حاملات معهن”خفي حنين” استوقفتهن عجلة الحظ عبر مجيء إحدى مسؤولات الإشراف التعليمي بالصدفة والتي بدروها طلبت من الإمهات إعادة تقديم المطالب وما إن انتهين حتى طمأنتهن بالقيام بالإجراء اللازم والمشكلة عادت من جديد باليوم الذي تلاه وحارس المدرسة لا يعلم أي الأصوات أشدها فزعا : تصايح الطالبات جرس الإنذار أم صوت تماس خطوط الكهرباء .
المشهد المتكرر أسرع بالأمهات ليحشدوا وفدا شد الرحل نحو الإشراف التعليمي للاجتماع بالمعنيين للتشديد على تنفيذ المطالب عبر ورشة عمل والإصغاء بعناية لاحتياجاتهن التي توفر البيئة الآمنة لبناتهن ويمكننا ولو بشكل نسبي أن نقول : تلك الخطوة جاءت بثمارها ولكن اليوم وبعد مرور السنوات تعود المشكلة ولكن بقالب آخر حيث يصيح جرس الإنذار دون معرفة السبب والجرس عندما يصيح فإنه يثير الفزع والقلق والتوتر لأنه مؤشر لخلل ما وعند العودة لتقنية أجهزة الإنذار فإننا نكتشف أن جهاز الإنذار قد يعمل لأحد الأسباب التالية:
1- وجود حريق حقيقي يثير دخانا شديدا أو حرارة كافية لتشغيل الجرس 2- مشكلة إلكترونية أو كهربائية في شبكة نظام الحماية من الحريق 3- تفعيل الجرس عبر زر أو عصا لمعاينة عمل الجرس أو الإبلاغ المتعمد عن الحريق 4- تماس كهربائي بحيث يكون العداد الكهربائي مربوطا بنظام الحماية من الحريق.
هذه الأسباب يجب أن تكون محل وعي لدى عدد من منسوبي المدرسة حتى يتمكنوا من أخذ الإجراء اللازم أثناء عمل الجرس وهذا قد يتطلب إلحاق عدد من الأفراد بدورات تدريبية ويلزم كذلك صيانة النظام عبر شركة مختصة بشكل دوري ..
أليست هذه مطالب محقة ؟
المضحك المبكي أن بعض منسوبي المدرسة يدعون أحيانا أن سبب صياح جرس الإنذار هو دخان البخور !! السبب تقنيا مقبول ومنطقي ولكن الغير منطقي هو الاعتماد على البخور لتعطير المدرسة وإفزاع الطالبات فزعا كفيلا بفقداهن لحاسة العقل فضلا عن حاسة الشم
أليس هناك عشرات البدائل لتعطير المدرسة – أليس الأهم أن تبقى سمعة المدرسة هي العطرة ؟!
المشهد الذي نقلوه لنا أن بعض الطالبات عند سماع الجرس يختبئن تحت الطاولات من الخوف والهلع وبعضهن يتزاحمن ويتعثرن عند استخدام السلالم !! وهنا يقفز سؤال إلى الواجهة
هل تم تدريب المنسوبات للمدرسة من طالبات ومعلمات وإداريات على خطط الإخلاء ؟!
والمشهد الآخر هوتبلد الحس عند بعض الطالبات فهن يعتقدن عندما يصيح جرس الإنذار فهو يصيح مثل كل مرة أي من دون سبب وعندما تحل الكارثة – لا قدر الله – سيقابل تلك الطالبات الموقف بنفس البرود لأنهن تعودن على عدم جدوى جرس الإنذار وحينها سيخسر الجميع .
إن ما سطره قلمي هو شكوى أمهات عاشت الأحداث عن كثب وقد تحتمل كلماتي التقصير في نقل كامل شكواهم وقد تحتمل المبالغة وعدم الدقة في بعض الجزئيات بيد أن بالغ رجائي أن يكون مقالي قارب استغاثة يحمل مطالبهن إلى المعنيين لمعالجة الأمر لأنه من غير المعقول أن تخلو مطالبهن من الصحة والأحقية ..قد قالوا في الأمثال: ” لا دخان من دون نار ” ولعل حرقة قلوب الأمهات تنفث دخانا يشعل جرس الإنذار لدى المسؤولين والمعنيين .
علي حسن المسلمي – البطالية
1 ping