لم أتصالح مع نفسي حينها، لأن ضميري يؤنبني لترك أفراد أسرتي، إلا بعد تحويل هذه التجربة إلى كتابة وشيء ملموس -الكاتبة
العنوان : الأحساء من ص24 إلى ص34
نثرت لي الكاتبة ما التقطتهُ ذاكرتها الطفولية عن الأحساء أم النخيل والأشجار والعيون، كعين أم سبعة/عين نجم/عين المطيرفي/أم خريسان، ومحاولاتها الحثيثة في استدراج الصور من ذاكرتها الطفولية في وصف العيون، لتجعل من القارئ كأنهُ يُشاهد بصورة ثلاثية الأبعاد، لاسيما لشباب وشابات اليوم حيث لا يعرفون من تلك العيون إلا اسمها ولا يرون إلا رسمها ولا يستمتعون إلا بحكايتها حين يتحلقون حول الجدّة والجد ويقص عليهم من أماسيهم وحكايتهم كما تروي لنا الكاتبة في هذه السطور حُبها لعيون الأحساء التي ترعرعت بين ثناياها وتتوافد لزيارتها مع العائلة كل نهاية إسبوع، للاستحمام وللعب ولغسيل الملابس. أما حكاية انتظارها كفتاة صغيرة في طوابير الرجال لشراء الخبز من الخباز، والفوانيس، ونوى التمر من بداية جمعه من السكة إلى مبادلته بالفاكهة، تلك حكايات تفتح لنا شُباكاً إلى تلك الحياة البسيطة بمواردها ومعشيتها ..!!!
الدمام والبرنامج اليومي من ص 35 إلى ص54
“لاعليك سوف نُدبر أمورنا، والدنيا فرص” قالها الزوج لإقناع الكاتبة بأن تقتنص فُرصة التوظيف بعد انتظار سنة كاملة، وهُناك -أيّ نجران- قبول فوري بلا أي مفاضلة أو انتظار. إنها فُرصة سعودة الوظائف الحكومية.
هي تُحب الاستكشاف كأبيها. وافقت وأخذتنا الكاتبة في رحلة استغرقت 14 ساعة من الأحساء مروراً بصحراء الربع الخالي ووصولاً للمدرسة الثانوية البنات وسط المزارع في مكان يُسمى “الحضن” إلا أنها مرات كثيرة تتنقل من حضن النخيل إلى حضن القمر وتناجيه”أيها القمر المُنير .. أسألك وأنت في كبد السماء ألا ترى أطفالي وبراءة الدمع في عيونهم وحنين الشوق إلى الأم” وتارة تتغنى بأبيات لأبي فراس الحمداني، وتارةً تطبخ حين يأتي دورها في الطبخ وتهتم بغسيل الأواني، وتارةً تهتم بالتحضير لدروس الغد مع زميلاتها المُعلمات. أما (الڤان) وجوالانه شوارع نجران قبل صلاة الفجر، ومعترك المُعلمات مع المُقيمات والمدرسة، ومعتركهم وطالما حدث الخلاف بسبب اللهجات المختلفة والتعليق عليها إلا أنها تنتهي بشرب الشاي والحبّ(الفصفص). ومع أنهن أنتقلن إلى ڤيلا أكبر إلا أنهنّ مازلن يختلفن على اللهجة ويضحكن في النهاية.
فارقت الكاتبة حضن الأحساء وتلقفها “حضن” نجران.
اكتب قول الشاعر خرجت من ولي إيابُ تقريبا كذا يقول.
(المجاميع والكفلاء)(المطار والحجوزات) من ص 55 إلى ص 70
حدثتنا الكاتبة عن الكُفلاء وبأسمائهم وكم معلمة يحمل الكفيل في سيارته، وبالرغم من مهام الكُفلاء وقيامهم بإيصال المُعلمات للمدرسة وتفسيحهن أيام الإجازة. وأصعب تلك المهام وأكثرها مرارة قطع تذاكر الطيران للإجازة السنوية، ومع تلك المسؤليات إلا أنهم يحرصون على الاجتماع لحضور محاضرات دينية وأخلاقية لتثقيفهم بمسؤليتهم ككفلاء، ولمناقشة مشاكل المعلمات وتنظيم شؤونهنّ. أما تأخُر رحلات الطيران السعودي وخدماته المتدنية آن ذاك والذي سبب للمعلمات مشاكل في مرات كثيرة مع مدارسهنّ بسبب التأخر وجلعهن في قاعات الانتظار ممسكات (بالبوردنق) لساعات وساعات، إلا أنهُ أكسبهن وأكسب الكاتبة بالأخص، أشياء كثيرة منها: التعرف بمعلمات يُدرسن في مناطق مختلفة.
العلاقات مع المعلمات المحليات : من ص71 إلى ص 83
لاشك أن عِشرة الكاتبة مع أهل نجران أكسبها التعرف على عادت وتقاليد المنطقة، ونالت على إعجابهن حيث قُمن يتزاورن في الأفراح والأحزان. وهذا ماجعل الكاتبة تألف المنطقة وتتناسى الغُربة بصحبتهن، وتارة بصحبة عائلتها التي تأتيها في نهاية العُطل الصيفية والتنزه في المنطقة وخارجها. أما أهم الأحداث في تلك الفترة: العاصفة الثلجية وأحداث الشغب… أما طريق الخميس لن يعرف حكايته إلا من تمشى فيه، ونصحت الكاتبة أن نزور المنطقة لاستكشاف معالمها.
معاناة المعلمات : من ص 84 إلى ص 101
لن أذكر ماذكرته الكاتبة من صنوف الألم الجسديّ والمُعاناة النفسية والمادية التي تكبدتها المُعلمات خلال إقامتهن في الغُربة، ولا مشكلة حركة النقل التي تأخرت عليهن بسبب المحسوبيات وتارةً بسبب الأولوية لمن أزواجهن يعملن في الحرس الوطني أو لمن زوجها معلم (لمّ الشمل) بل سأذكر أهم نقطة وهي: أن الكاتبة نُقلت للمنطقة الشرقية بعد معاناة امتدت لثماني سنوات ..
خواطر خاصة بالمرحلة (الخاتمة) من ص102 إلى ص110
سلامٌ عليك ياجبال نجران – تحية إلى الصمود ورمز التوازن والعظمة – أنتِ تحيطين بي، لابد من وجود خطر- تحمينني منه!!!
ملاحظات/
رصدتُ تسعة مواضع قد تفاوتت فيها سنوات إقامة الكاتبة في نجران، فتارةً تكتب ثماني سنوات وتارةً عشر سنوات وتارة مايقارب عشر سنوات. والأفضل أن تضع الكاتبة تاريخ تعيينها في نجران وتاريخ إنتقالها للمنطقة الشرقية.
1- مقدم الكتاب الرمضان “عشر سنوات في بلاد نائية” راجع ص7
2- الكاتبة في سطور : بقيت ثماني سنوات. راجع ص11
4- نقلت بعد ثماني سنوات. راجع ص12
5- التمهيد : قرابة العشر سنوات التي قضيتها في منطقة نجران. راجع ص13
6- تعاملنا معها طوال ثماني سنوات. راجع ص65
7- خلال العشر سنوات من إقامتي في المدينة. راجع ص93
8- بعد مايقارب العشر سنوات. راجع ص94
9- هذه القصيدة نُشرت بعد مرور ثماني سنوات. راجع ص109
ذكرت الكاتبة أن المُعلمات اللآتي يسكن معها من”بيئات مختلفة من مدينة الأحساء ومدينة الهفوف ومدينة المبرز ومن البلدات (البطالية،الجبيل،التويثير وغيرها)بالإضافة للدمام”
والأصوب أن تقول من مُدن وقرى الأحساء ثم تذكر أسماءها إن شاءت، لأن الأحساء تضمّ كل ماذكرت وليست منفصلة عنهم. راجع ص47
1 ping