طالما ترددت كلمة الحب على الألسنة حاملة معاني دافئة لمن يحملها تجاه من يرتبط به بروابط عميقة صادقة ، ولن تكون هده العلاقة أسمى وأجمل وأعمق من العلاقة بين الوالدين وأطفالهما .
إن الحب شفرة شفاء مزدوجة التأثير بين الطفل والمربي ، فتشعرهما بالطمأنينة ونزيل التوتر والاكتئاب ، سيما إن جسدت بشكل تربوي حقيقي .
الحب التربوي ليس عاطفة جياشة فقط وإنما هي علاقة تربوية وطيدة تترجمها لغات الحب المتعددة كالضم والتقبيل والتربيت والبسمة واللقمة والنظرة والدثار ، ولا أمهر ممن يترجم ويفهم هذه اللغات وشفرتها من الطفل حينما يتلقاها من والديه .
وللتربية بالحب فوائد تربوية عدة يتضح تأثيرها في
١ – النمو السليم من الناحية العقلية ، فعقول الأطفال تنمو بالحب والحنان .
٢- إشباع حاجات الطفل العاطفية والوجدانية .
٣- التمتع بالصحة النفسية الجيدة للطفل .
٤- زيادة الرصيد العاطفي لدى الطفل ، مما يزيد من منسوب الذكاء العاطفي لديه .
٥- التوافق العاطفي بين المربي والطفل يقوي الروابط بينهما .
ومن المهم أن يدرك المربي بأن الحب التربوي يجب أن يكون مطلقاً وليس مشروطاً ، فلا يتحقق الحب حين ربطه بشرط من المربي تجاه الطفل كقوله ( إن لم تذاكر جيداً فلن أحبك !! ) ، كما أن الحب لابد وأن يتبعه اهتمام ليؤكده ويؤصله لدى الطفل .
كما أن الحب يحتاج لضوابط وأطر لتحدد ملامحه كما الصورة المحددة بالإطار ليجملها ويحدد ملامحها ، وما أعنيه هنا ( الحب والحزم ) أو كما يطلق عليه ( الحزم الحاني ) والحزم لا يعني القسوة وإنما يعني الحدود والإنضباط ، فكما أوضحت دراسة ان الاطفال حتى حدود الخامسة من العمر الذين يتربون في بيئة عائلية محبة ومنضبطة او ما يعرف بـ“الحب الحازم”، ينمون قدرات وصفات شخصية افضل من اقرانهم ممن تربوا في بيئات مختلفة نسبيا.
وقال مؤلف الدراسة جين لكسموند ان “المهم هنا هو تطوير الثقة والحب والحنان المقرون بالضبط والحزم والصرامة”.