ما أسباب تنامي المفاهيم الحياتية والإنسانية التي تصب في تحسين معيشة الإنسان ورفاهيته الذي هو محور الحياة والأعمار بروز مصطلحات عديدة ومتنوعة مرتبطة بالوجود الإنساني ابتداءً من تحسين المعيشة إلى التنمية والتنمية الشاملة إلى التنمية المستدامة وصولا إلى جودة الحياة كل هذه المفاهيم الحياتية متولدة من خبرة الإنسان الذي اتكأ على العلم .
العلم هو أساس التغيير الإيجابي بالحياة سابقا لدى الإنسان خبرة لكن بدون علم منتشر بين أفراد المجتمع بل كان يتميز به أشخاص معدودين على أصابع اليد وهؤلاء المتعلمون يتقنوا قراءة وكتابة كانوا معروفين من خلال ما يحملوه من علم اقتصر على معلومات محدودة لكن بعد انتشار التعليم واهتمت به الدول كأستراتيجية أولية ومبدأية أصبح هو الوسيلة والغاية والمحرك لتطور الإنسان والمجتمع .
كل الدول تكون متقدمة في التخطيط الاستراتيجي المبني على العلم بكل تخصصاته وفروعه حتى أنها “الدول” هي من تحفز الأفراد والأسر وترفع شعار “لا مواطن فعال ومساهم بالتنمية الوطنية إلا بالعلم” ما بادرت به إدارة الزواج الجماعي في مدينة البطالية يعتبر تميز في التفكير وامتياز لأعضاء مجلس إدارة المهرجان بتبني شعار ” الاستثمار في العلم ” شعار سامي وراقي ويحاكي ما تنادي به الدول المتقدمة التي وصلت إلى مستوى متطور في التنمية الشاملة وجودة حياة الأفراد والعوائل .
ربط العلم بتأسيس العائلة المستهدف للمتزوجين يعني ترسيخ العلم كقيمة عالية ينبغي للأسرة أن تضعه شعارا للزوجين قبل الإنجاب وتأسيس عائلة قوامها العلم .
العلم العامل المكمل للدين في تقويم السلوك الفردي والاجتماعي هذا ما ينادي به ديننا الاسلامي عن النبي صلى الله عليه واله وسلم ( فضل العالم على العابد كفضلي على ادناكم رجلا ) وعن النبي صلى الله عليه واله وسلم ( ليس الملق من اخلاق المؤمن الا في طلب العلم ) عن أمير المؤمنين عليه السلام ( اقل الناس قيمة اقلهم علما ) إذا كان العلم أقرب إلى الفريضة الواجب كمبدأ ديني بزمننا الحالي واجب اجتماعي وتنموي ووطني.
الواقي من عثرات الحياة والتحسين في معيشة الأفراد هو العلم لذا الدول تخصص مليارات الدولارات للإنفاق على التعليم والعلم وتشجع مواطنيها على الاستمرار في طلب العلم وفروعه المتنوعة والمتجددة .تقوم وزارات التعليم بتطوير منشآت ومرافق العلم من مدارس وجامعات ومعاهد وكليات بأحدث التقنيات التي اصبحت ميزة لتطوير عملية التعليم .
ولأهمية العلم لكل أفراد المجتمع صممت مدارس ومنشآت تعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة فلم يعد هناك فرد عاجز عن تحسين معيشته او لا يستطيع المساهمة في التنمية الوطنية بل برز مفهوم أصحاب الهمم العالية والمبادرات في مرحلة الخصصة ينبغي ان تنتقل العوائل إلى الاستثمار المباشر في التعليم والعلم باستقطاع جزء من دخل الأسرة بالاستثمار العلمي .
نعيش في عصر العلم والمهارات لا فرد ولا مواطن بدون مهارة او كفاءة علمية حتى يكون عضوا فعالا في المجتمع والوطن العلم هو المكون الأول في جودة الحياة به يكون الفرد واعيا بأهمية الصحة والواقية من الأمراض وبالعلم يكتسب مهارات وصقل المواهب .
بالعلم يتم محاربة الفقر وتحسين مستويات المعيشة الأسرية والاجتماعية بالعلم ينتقل المواطن من شخص رعوي إلى منتج وتنموي يساهم في تنمية الوطن من خلال القطاعات العام والخاص والتطوعي الخيري.
مدينة البطالية تبنت شعارا في مهرجان زواجها الجماعي لهذا العام الذي يدل على وعي أهلها وتطور مؤسساتها الاجتماعية فالبطالية متراكمة الإرث الاجتماعي والمورورث العلمي الديني وبالعلوم الحديثة وهذا ما انتجه التراكم التاريخي والمعرفي وفق الله القائمين على مهرجان الزواج الجماعي .
كما اشكر الأخ الدكتور منصور الجبران على ثقته باختياري الكتابة بهذا الموضوع واقدر نشاطاته واهتماماته الاجتماعية والخيرية.