احتفى منتدى الثلاثاء الثقافي بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان ” بإقامة ندوة حوارية بعنوان “تمكين المرأة السعودية في رؤية ٢٠٣٠” قدمتهاالأستاذة آمال المعلمي مساعد الأمين العام لمركز الحوار الوطني وعضو مجلس هيئة حقوق الإنسان .وذلك مساء الثلاثاء الرابع والعشرين من الشهر الحالي في رحاب المنتدى بالقطيف .
ألقت الأستاذة هدى القصاب عضو اللجنة المنظمة للمنتدى كلمة ترحيبية بالأستاذة المعلمي والحضور المميز من ناشطات المجتمع المدني ومنسوبي المؤسسات الأهلية والرسمية والمثقفين والمهتمين بالجانب الحقوقي .
وعللت الاهتمام بالمناسبة يكمن في علاقتها المباشرة بما يحصل من تحولات محلية واسعة في مختلف المجالات وفي مقدمتها المجال الحقوقي للمرأةوداعية إلى بذل الجهود أكثر لتطوير المنظومة الحقوقية في وطننا ، ودعم المبادرات الأهلية ومأسستها وتنويع تخصصاتها في هذا المجال.
ودعا الأستاذ جعفر الشايب راعي المنتدى المؤسسات الحقوقية إلى تحمل المسئولية في معالجة القضايا المتعلقة بالشأن الحقوقي في المرحلة الحالية.
وأشار إلى برامج المؤسسات الحقوقية في عصر الرؤية يجب أن تكون مبنية على أسس واستراتيجية لا تتأثر بالظروف وصولاً إلى منظومة دستورية وإقرار نظام مؤسسات المجتمع المدني .
وأدارت الأستاذة رجاء البوعلي الندوة ومؤكدة على أفضلية الإنسان وقيمته وتكريمه من خالقه تبارك وتعالى .وأردفت أن الفعل البشري يمتثل لهذا التكريم بالعمل الحثيث على نشر القيّم الضامنة للكرامة الإنسانية.
وأوضحت أهمية الاحتفاء باليوم العالمي بحقوق الانسان لنشر المفاهيم والقوانين التي لهادور أساسي في ضبط وتنظيم العلاقات البينية. كما ذكرت تعريفا بالسيرة المتألقة للأستاذة آمال المعلمي .
واستهلت المعلمي حديثها بالإشارة إلى مفهوم حقوق الانسان ملخصة إياه بأنه مجموعة المبادئ والمعايير الاجتماعية التي تمثل أساسيات للسلوك الإنساني الذي لا يمكن تجاوزه أو الاعتداء عليه، مستعرضة التدرج التاريخي في الاهتمام بحقوق الانسان.وتناولت ما جرى في أعقاب الحرب العالمية الثانية وتأسيس الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الانسان.
وقدمت تأصيلاً شرعياً لحقوق الانسان من خلال تحليل لوثيقة المدينة المنورة بين الرسول ويهود المدينة وكذلك لخطبة الوداع في العام العاشر الهجري، موضحة بأن المبادئ التي تضمنتها هذه الوثائق مبادئ عامة تكون صالحة لكل زمن للأخذ بها وفق متطلبات تغيرات الزمان والمكان.
وركزت في حديثها بالتفصيل حول الإطار النظامي لحقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية والتي تتشكل من خلال تشريعات أساسية وأوامر ملكية وقرارات مجلس الوزراء زمستعرضة المواد التي تحمي حقوق الانسان مباشرة أو تمثل إطاراً لها.
وسلطت الضوء على حقوق المرأة وفق رؤية ٢٠٣٠ بالقول أننا بحاجة لتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني ونشر ثقافة التطوع، والتوعية بثقافة الادخار وتحقيق الأمان المادي للأسرة.
كما نادت بتفعيل مشاركة المرأة في المواقع الريادية وتمكينها من المناصب العليا، والعمل على زيادة نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل والمشاريع الصغيرة من ٢٠% إلى ٣٠% . كما طالبت بتطوير الرعاية الصحية، والحق في ممارسة الرياضة والترفيه والأنشطة الثقافية، وكذلك الاهتمام بالبيئة الصحية والاجتماعية المناسبة.
وأكدت على أهمية مراجعة الأنظمة الخاصة بالمرأة في جميع الجهات الحكومية قائلة إن ممارسة المرأة السعودية للحياة الجادة والنشطة أمر حتمي يفرضه الواقع المعاصر ومناشدة جميع المهتمين بالشأن الحقوقي أن تكون المطالبة ودعم الحركة الحقوقية من خلال التشريعات والأطر القانونية القائمة فهي قادرة على تلبيتها مؤكدة أن فرص تطويرها متاحة.
وقد صاحب الندوة فعاليات مميزة منها عرض لفيلم حقوقي قصير ومعرض الفنانة التشكيلية الأستاذة عصمت المهندس.
وتحدثت المهندس عن تجربتها الفنية مشيرة إلى مشروعها “مركز ألوان شرقية” وأهدافه متمثلة في جمع أكبر عدد من التشكيليين العرب لتنفيذ معارض مشتركة .
وشملت الفعاليات منح الناشطة الحقوقية الأستاذة فوزية العيوني درع المنتدى لحقوق الإنسان الذي يهدف لتكريم الحقوقيين .وتعد العيوني من السيدات الناشطات البارزات اللاتي عملن في مجال المطالبة بحقوق المطلقات ومنع زواج القاصرات وحقوق أبناء السعوديات المتزوجات من غير سعوديين.
وألقت العيوني حديثاً عن تجربتها في العمل الحقوقي ابتداء من رعاية الايتام لقضايا المرأة وحقوقها، مؤكدة على أن الحقوقيين لا زال بريق الأمل لديهم بفضاء أوسع للممارسة الفعلية لحماية الحقوق.وفي الختام أهدى المنتدى دروعا تكريمية للضيفات القديرات المعلمي والمهندس والعيوني مع التقاط أجمل الصور التذكارية .