ترتوي العقول المؤمنة في هذا الشهر الكريم من الينبوع الجعفري الذي تفجر بولادة سادس الأنوار الزاهرة وثامن الحجج الطاهرة الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام..
لقد أزهر نور الإمام الصادق في السابع عشر من شهر ربيع الأول سنة 83 من الهجرة النبوية المباركة، ليُضيء العقول بشعاع علمه ويُزين النفوس بحسن خلقه ويُعطرها بطيب صفاته..
تحفل سيرة الإمام الصادق عليه السلام بجوامع الكلم الطيب، والتي سخرها لهداية أبناء الأمة لطريق الحق ليسلكوه، ويبين لهم طريق الباطل ليجتنبوه..
كانت جامعة الإمام الصادق عليه السلام من أوسع الجامعات الزاخرة بالعلوم في شتى منحاحي الحياة على مر التاريخ وقد خرجت منها آلاف العلماء الذين انتشروا في بقاع الأرض لينشروا العلوم الحقة الخالية من الزيف فيها والمصفاة من الغبار ليبقى صداها مدوياً في جامعات العالم المتقدمة في عصرنا هذا، والذي كان له الأثر البالغ في كثير من الإكتشافات والإختراعات..
كانت مناظرات واحتجاجات الإمام الصادق عليه السلام حصناً منيعاً ودرعاً واقياً من أسلحة الشبهة والزيف التي أطلقها بنيران الحقد، المبغضون للنهج المحمدي الأصيل، وقد نجح عليه السلام في إبطال مفعولها بعلمه اللدني الذي ورثه من آبائه الطاهرين..
في الختام: أبارك للأمة الإسلامية إشراقة شمس الإمام الصادق عليه السلام داعياً المولى العزيز أن يُطفئ بنور علمه الذي شع في بطون الكتب وأضاء أحدث جامعات العالم، نار الجهل المشتعلة والحارقة للحرث والنسل والمفسدة للعقول والمشرذمة للأمة والممزقة لوحدتها كي تعود لعصر ما قبل الإسلام بفعل أعداء الدين الطامعين في ثرواتها والحاقدين على أبنائها ومن قبل على نبيها الذي أخزاهم بقوة الله وأذلهم بعزة الله ونصره الله عليهم ووعده بأن يظهر دينه على الدين كله بأوصيائه الطاهرين، ليبدو ذلك جلياً في آخر الزمان على يد قائمهم الإمام المتظر عجل الله فرجه الشريف..