تعالوا لنفكر قليلا بطريقة مختلفة لا نبحث فيها عن رتوش سيئة مهزوزة في لوحة جميلة جدا ونادرة، لوحة ليس لها أي شبيه هذه اللوحة هي أنا وأنت وأنتي، كل واحد منا هو لوحة فالله لما خلقك لم يخلق أحدا يأخذ مكانك، أنت فقط أنت، وأنتي فقط أنتي، فلماذا ننظر إلى الأوراق الجافة في شجرة شخصياتنا ونهمل النظر إلى الأوراق اليانعة الخضراء في شجرة أعمارنا، فلنبحث عن الحياة والجمال، ولنرى بعضنا البعض بعيون جميلة، هذه العيون التي ترى المناظر الخلابة، والألوان الزاهية، المناظر التي رب العالمين يريدنا أن نراها وننميها ونجعلها تحل مكان ما يناقضها.
هل تعلمون متى يقول الإنسان أني أشعر أني خفيف كعصفور وأرغب بالطيران والتحليق في عالمي الجميل،هذا يحدث حين يعيش حالة من السعادة، حالة يستقبل بها كل الكلمات الجميلة ولا يلتفت لما سواها، حالة يكون فيها في قمة الإيجابية ويطلق فيها كل الكلمات المحفزة والتشجيعية لكل من حوله دون استثناء، هذا الإنسان من صفاته أنه يكون في مشيه سريعا نشيطا ضمن طاقة إيجابية عالية كأنها تقاوم الجاذبية الأرضية يحس معها أنه قادر على الطيران في هذا الفضاء الفسيح، يحس بخفة بصورة مغايرة جدا لذلك الشخص المتهالك المتخاذل الحزين الذي يداوم على سماع عبارات محبطة ويضع نفسه في مواقف لا يجد فيها تقدير ومليئة بالسلبية، فتراه يمشي بوهن، مطأطئ الرأس، مقوس الأكتاف، محني من الضعف، فتزداد قوة الجاذبية الأرضية عليه حتى يحس بنفسه وكأنه سيسقط، وأن الأرض ستنشق وتبتلعه، فما أضعفه من شعور سلبي، تمر علينا هذه الحالة أحيانا عندما نحس بالتعب، وحين نحس بالقهر والضعف، وعندما نشعر أن من حولنا يمتصون كل قوانا،
ولكن هل بإمكاننا التغلب على هذا الإحساس….؟ بالتأكيد نستطيع ذلك، ومبدأ ذلك بعد عون الله أن تكون لدينا الرغبة الصادقة في التغيير، وأن نسعى بأنفسنا لإحداث هذا التغيير، وأن نطلب ممن يملكون الطاقة الإيجابية أن يمدوننا بشيء من طاقاتهم ويقفون معنا في مسيرتنا لقطع خيوط الوهن والتردد، والذين يخاطبوننا بالكلمات الجميلة التي ستكون ضمن الصورة التي نرغب أن نكون عليها، والذين يظهرون جوانب الجمال التي نملكها، والذين ينتقون الكلمات الطيبة التي تصف جوانبنا الخافية علينا، الصفات الحسنة التي تليق بإيجابيتنا، المغمورة في دواخلنا وبإنسانيتنا، والتي يرونها فينا وإن تغافل عنها الآخرون، ويسلطون الضوء عليها كي تظهر وتنمو في جو من السكينة والمحبة، وعندما يظهر جانب جميل من ذواتنا فحتما سيغطي على جوانب أخرى ضعيفة، ومع استمرار المسيرة ستقوى الجوانب الخيرة وتشرق شمسها فتزيح ظلمات ضعفنا.
كاتبة إماراتية