[JUSTIFY]هذه حادثة حقيقية موثقة جرت في اﻷحساء ابان حكم بني خالد الذي امتد ما بين عامي (1082هـ – 1208هـ) وبالتحديد فترة حكم عريعر بن دجين الخالدي ، ومجريات القصة تتعلق بالتنافس على الثروة المائية بين قرى اﻷحساء متمثلة في عمد تلك القرى
حيث ينتهي التنافس والصراع بينهم على المياه إلى الاحتكام إلى الدولة التي تحيل بدورها الخلاف إلى المحكمة العليا التي تصدر بدورها قرارا وصكا شرعيا ملزما لجميع اﻷطرف ، ويضم هذا القرار والصك الشرعي كمية المياه المخصصة لبعض القرى ، ويكون النصيب اﻷوفر من المياه عادة للعمدة اﻷقوى ومن له نفوذ ووجاهة ومحسوبية اكبر.
اما عن مجريات القصة هي ان عين الخدود وعين الحقل بالإضافة إلى مجموعة من العيون الصغيرة اﻷخرى تتحد في مجرى واحد لتشكل نهر سليسل العظيم الذي ينساب حتى يصل إلى موضع يسمى غزالة ( استراحة غزالة حاليا ) فينقسم إلى نهرين اﻷول يبقى عليه اسم سليسل ويأخذ ثلثي الماء والثاني يسمى الدوغاني ويأخذ ثلث الماء ويمر نهر الدوغاني
بكل من قرية بني معن و الشهارين والمنيزلة والجفر والجشة والطرف ، وينساب نهر سليسل حتى يصل الى موضع يسمى التغامه فينقسم الى ثمانية انهر اﻷول الجرواني ، والثاني النعيلي ، والثالث الحد ، والرابع ابو الثيران ويسقي نخيل قرية الدالوه والتيمية، والخامس ابن راضي ، والسادس السياح ، والسابع محمد ويسقي نخيل قرية السيايرة.
وموضع اهتمامنا هنا النهر الثاني المعروف باسم النعيلي الذي كان يتفرع من سليسل ويمر بقرية الجببل ويسقي مزارعها، وقد راى عمدة الجبيل في عام 1182هـ وهو ابراهيم بن محمد بن عبدالله بن يحيى الجبيلي ( والد سلطان الجبيلي ) ان نهر النعيلي الذي يمر بقرية الجبيل ويسقي نخيلها ومزارعها يجب ان يكون له ثلث مياه سليسل مما اثار حفيظة القرى اﻷخرى حيث لحق نخيلهم وبساتينهم الضرر من هذا اﻷجراء.
أجتمع اعيان كل من قرية القارة والتويثر والعمران والتيمية والمزاوي والدالوة والطريبيل ووكلوا احد اعيان قرية القارة وربما هو العمدة في ذلك الحين عباد الحسن ﻷقامة دعوى على ابراهيم المذكور في المحكمة الكبرى في اﻷحساء انه ليس لنهر النعيلي اﻻ الخمس من الماء فأصر المدعى عليه ابراهيم الجبيلي بأن للنهر المذكور الثلث من مياه سليسل فطلب القاضي في ذلك الوقت الشيخ القاضي عبد الرحمن بن الشيخ القاضي محمد بن الشيخ القاضي حسين العدساني الشافعي ( تولى القضاء من عام 1165حتى 1185 ) وتوفي عام 1185هـ من المدعي عباد الحسن البينة
فأحضر وثيقة قديمة تنظم المياه بين قرية الجبيل وجاراتها بخط القاضي الشيخ ابوبكر بن عمر الملا الذي تقلد القضاء في اﻷحساء عام 1130هـ وتوفي عام 1152هـ وعليها شهادة محمد بن ناهض الجبيلي وعلي بن ناصر ابو قناص فأحتج ابراهيم ان الوثيقة قديمة وان نهر سليسل شق منه نهير جديد يعرف بالجبري مما قلل منسوب المياه الخاص بالنعيلي الذي يسقي مزارع قرية الجبيل لصالح القرى اﻷخرى وطال النزاع بين الفريقين إلى ان تم الصلح واﻷتفاق على ان يكون للنعيلي الربع وثلاثة ارباع لسليسل والزهيري والسياح كحل وسط يرضي الطرفين .
تم توقيع وثيقة الصلح بحضور طرفي النزاع في سنة الثانية والثمانين والمائة واﻷلف وشهد عليها كل من علي بن حسين بن الشيخ ابراهيم العدساني ، وسليمان بن عبد الله بن جغيمان ، ومبارك بن احمد الخطيب ، والسيد حسين بن السيد سالم .
[/JUSTIFY]
بقلم / الأستاذ حسين جواد الرمضان