من اروع القصص التي قرأتها أن فتاة صغيرة كانت مريضة مرض قيل لها انه خطير ولن تنجو منه كانت تنتظر الموت ويائسة وذات يوم سألت أختها وهي تراقب شجرة بالقرب من نافذتها :
كم عدد الورق الباقي على الشجرة ؟
فأجابت الاخت بعين يملؤها الدمع :
لماذا تسألين يا حبيبتي ؟ أجابت الفتاة المريضة : لاني أعلم أن أيامي ستنتهي مع وقوع آخر ورقة..جارتنا قالت لي ذلك وانا يزداد مرضي كلما سقطت الاوراق وقال لي الطبيب انني لن انجو من مرضي.. ردت الاخت وهي تبتسم : إذن فلننتظر .. وحتى انتهاء الاوراق سنستمتع بحياتنا ونعيش أياماً جميلة .
ما رأيك؟ كتمت دموعها واحتضنت اختها المريضة بحرارة ومرت الأيام وتساقطت الاوراق ولكن بقي غصن واحد فيه مجموعة من الاوراق ..ظلت الطفلة المريضة تراقبه ظناً منها أنه في اليوم الذي ستسقط فيه تلك الاوراق سينهي المرض حياتها وتموت وانقضى الخريف ..
وجاء الشتاء ولم تسقط الاوراق وكانت الفتاة سعيدة مع أختها وقد بدأت تستعيد عافيتها من جديد وتتحسن حتى شفيت تماماً ونسيت المرض ومرت كل عواصف وامطار الشتاء وجاء الربيع وازهرت الارض بالورود والفراشات والطيور فكان أول ما فعلته الفتاة انها ذهبت لترى معجزة الغصن الذي لم يسقط ابداً فوجدته ورق بلاستيكي وادركت ان أختها ثبتت الغصن على الشجرة لتحيي في قلبها الأمل في الحياة وفعلاً نجحت .
إن الأمل روح أخرى ، إذا فقدتها انت فلا تحرم غيرك منها ولا تسمح للتشاؤم ان يقتلك بالتدريج.. واعلم انك بكلمة منك قد تقتل غيرك وانت لا تعلم كما لاحظنا كلمة الطبيب وكلمة الجارة – ان زراعة الامل فن يجب أن نتقنه – إن كلمة.. أنت “رائع “..أنتِي “رائعة”كلمة فقط قد تجعل إمراة عادية تسير كالطاوس بين حشد من النساء الفاتنات عندما يقول لها زوجها” انتي رائعة وجميلة وانا احبك ولا أرى في الكون سواكي..”انت رائع قلها لطفلك عندما يفعل اي شيء ستجعله يشعر انه رئيس جمهورية
بينما كلمة أنت ” غبي” كلمة قد تكسر قلب طفلٍ نبيه وذكي .. وتقفل أبواب عقله عن الإستيعاب .. وتجعله يعتقد انه غبي فعلا إنها ” كلمة ” واحدة أو ” كلمات “ عديدة قد تشكل فارقاً كبيراً في حياة من تخاطبوهم فاحرصَ على انتقاءَ كلماتك وأن تكون ايجابيا مبادرا وببساطة..لأن الإنسان البسيط الأنيق في تعامله وحديثـه يقتحـم أعماق كل من يقابله ويحظى بإحترام الجميع بطريقته
والان ماذا يجب ان نتعلم من هذه القصص؟ نتعلم ان نكون ايجابيين دائما وان نصنع الطاقة الايجابية بالأمل والتفاؤل ونوزعها على من حولنا بمبادرة طيبة وكلمة خير ..وان نزرع الامل والايجابية دوما وان نحذر من التأثر بالطاقة السلبية من الآخرين فالطاقة السلبية مرض خطير لا يقل تأثيره عن الأمراض العضوية الأخرى التي قد تفتك بجسم الإنسان. ومن الممكن لهذه الطاقة السلبية التأثير على بعض الناس بشكل قاتل والخطير لأن هؤلاء الأشخاص السلبيين لا يحتفظون بهذه الطاقة السلبية لهم فقط، بل يفرضونها على الأشخاص من حولهم فيصبح هؤلاء الأشخاص يعانون من ذات المشاعر السلبية أيضاً فاحذروهم واذا كنت ترغب في ان تبقى ايجابيا وزارعاً للامل والتفاؤل واذا كنت ترغب في تجنب الطاقة السلبية للآخرين من المحيطين بك،فهذه طرق بسيطة وسهلة:
1- عدم التأثر برأي الآخرين فيك: إن إرضاء الناس من حولك أمر شبه مستحيل، ولهذا عليك تجاهل آرائهم السلبية التي يوجهونها إليك، وان تسعى لتصبح راضياً عن نفسك وعن أفعالك أنت فقط ما دمت ترضي الله اولا واخيراً.
2- عدم التأثر العاطفي الشديد بمشاكل الآخرين: احذر عند تعاملك مع مشاكل الآخرين، من التعمق العاطفي الكبير والتأثر بهذه المشاكل فهذا سيجعلك تعاني من طاقة سلبية مزعجة اكتسبتها من هؤلاء الأشخاص مع العلم أنها مشاكلهم من البداية وليست مشاكلك، ولذلك إن لم تتمكن من الفصل بين حل المشاكل و الانغماس بالمشاكل ، عليك الابتعاد عن هؤلاء اصحاب المشاكل المسببين للطاقة السلبية.
3– وضع الحدود: احرص على وضع الحدود مع الناس السلبية لتمنع تحول حياتك لحياتهم وفي كل مرة تلتقي فيها مع هؤلاء تسير نحو دوامة من السلبية لا نهاية لها، واعلم أن لا أحد يمكنه إجبارك على الإنصات لتشاؤمه وملله من الأشياء والحياة وشكواه الدائمة.
4-الاستمتاع بوقتك: من المهم للغاية إيجاد وتخصيص الوقت للترفيه عن نفسك مبتعداً عن الجميع لتتمكن من الاسترخاء والتفكير بأمور خاصة بك وحدك أو يمكنك قراءة كتاب أو حتى احتساء فنجان من القهوة ومشاهدة غروب الشمس، فجميعها أمور تعطيك طاقة ايجابية وتحفز الابداع داخلك.
5- السيطرة على المشاعر: الوحيد القادر على التحكم بمشاعره ومنع الآخرين من التحكم به هو الشخص المستقر نفسياً، لذلك تعتبر الطاقة السلبية المنبعثة من المحيطين بك أمور يمكنك السيطرة عليها اذا سيطرت على مشاعرك وحافظت على روحك الايجابية واستمر عطاؤك وتوزيعك للأمل والتفاؤل بأبسط الامور على الاقل ابتسم لنفسك وابتسم في وجوه الاخرين .
إستشاري تطوير وإداري قانوني
غزة – فلسطين المحتلة