أُمَّاهُ يا رئةَ الحَنانِ الصافِيَة
يامُقلةَ الأملِ الجميلِ إزائِيَه
*****
أمًَاهُ يالُغةَ الطفولةِ، والشَّذَا
يُضْفِي بِقُبلتِكِ الزهورَ الزاكيَة
*****
شفتاكِ نبعُ الحُبِّ منذُ طُفولتِي
إِنْ تلثمينِي فالمصيرُ العافيَة
*****
للهِ قلبُكِ كم يفيضُ مَحَبَّةً
ويشُعُّ عَطفًا كالنَّخيلِ السامِيَة
*****
أمّاهُ مِلْحُ الأرضِ والوطنُ الذي
نَثَرَ العطاءَ على التلالِ الرابيَة
*****
يا ( سُورةَ البَرَكاتِ) صِرْتُ مُرتِّلاً
في (آيِها) كلَّ السنينِ الماضِيَة
*****
يانَفْحَةَ الرَحْمَاتِ في حَجْرِ التُقَى
نَسَجَتْ بأقمطةِ النقاءِ رِدائيَه
*****
أمّاهُ يا شَرَفَ النضالِ مُؤزَّراً
بالتضحياتِ وبالهِباتِ الغاليَة
*****
يا أجملَ النِسوانِ يا رَيعَ الصِبَا
ما للعناءِ -إذا ضَحِكْتِ – ومالِيَه ؟
*****
يا أَصْدقَ الخِلَّانِ ،يا حِضْنَ المُنَى
أنَّى حَضنتُكِ فالفلاحُ مآلِيَه
*****
ياجنةَ المولى ،ويا مَدَدَ السمَا
كُلُّ الرياضِ بِلا ظِلالِكِ خَاوِيَة
*****
أَ وَصيّةَ اللهِ التي قَدْ أَشْرَعَتْ
بابَ الفَلاحِ إلى الجِنانِ العالِيَة
*****
عَلَّمْتِنِي صِدقَ المشاعر ِوالوَفَا
فكبرتُ والشِيَمُ العِظامُ مُؤاتِيَه
*****
عَلِّمْتِنِي (سِرَّ المَحَبَّّة)والنَقَا
وطَفِقْتُ أعبُرُ للقلوبِ طَوَاعِيَة
*****
مازلتُ أقتبِسُ ابتسامَتَكِ التي
قد أبْحَرَتْ بِيْ للنُفُوسِ النائِيَة
*****
فَأَعَرْتُ لونَ الأرضِ بعضَ مَلامِحِي
في كُلِّ شِبْرٍ بَسْمَةٌ مُترامِيَة
*****
وهناكَ أصداءُ الأمومةِ رَتَّلَتْ
تسبيحةَ النَّسَمِ النديِّ كأغنية
*****
فَصَدَحْتُ أنشدها بهَمْسِ تضرُّعِي
فالمَكْرُماتُ إلى نقائِكِ باديَة
*****
وَبَنَيتُ مِن كَفَّيكِ أطهرَ مَسْكَنٍ
وخَفَضْتُ بالذُلِّ الرحيمِ جَناحِيَه
*****
وسلكتُ دربَ البِرِّ أَكبُو تارةً
وأقومُ أخرى فالنجاةُ أَمَامِيَه
*****
أدعو إلهي فوقَ أجنحةِ المَسَا
أَنْ تنجلي عِللُ الزمانِ الجاثِيَة
*****
وتشعُ شمسُكِ كالصلاةِ لناسِكٍ
لتُميطَ أسرارَ الخلودِ الباقِيَة
*****
عيناكِ تكلؤني برُغمِ تَوَجُّعِي
فأرى وجودَكَ والشفاءَ سَواسِيَة
*****
فَبَدَوتُ أكبُرُ والحقيقةُ أنَّنِي
مازلتُ طفلاً ،قمِّطِينِي ثانية
*****