الدنيا كالحلم ما ان تنام ما هي الا سويعات وتستيقظ من نومك وحلمك الذي شاهدته وترويه في ساعات ما هو الا لحظة شاهدتها وانت نائم وقد يفيق الشخص من نومه والبعض يستمر في نومه ويتوفاه الله عز وجل.
فالبعض عندما يرحل ترتاح الأرض منه والبعض الاخر تفرح الجنان بمقدمه لها وترى من كان بينهم يفتقدونه بحرقة ويلاحظون انه اختفى كلمحة بالبصر حتى وان عاش مائة سنة بينهم ويستشعرون وجوده في كل مكان تشاهده فيه ويصعب ان تجد هذا المكان خالي من وجوده كفقيدنا الغالي الحاج / جواد محمد الفهيد هذا الشاب المؤمن الذي قضى جل وقته في خدمة المؤمنين بلا كلل ولا ملل بل برحابة صدر وطول بال وبدون تمييز بين الأشخاص يستقبلك بالبشاشة والترحيب تجده في الخدمة في كل مكان يحتاج اليه المجتمع وفيه رضى الله عز وجل.
هذا الحارس لبيت الله عز وجل المسجد الذي نصلي فيه وخادم ضيوف الرحمن بمكة سنويا يخدم حجاج بيت الله عز وجل والحسينيات أيام المواليد والوفيات والمناسبات الدينية الأخرى طوال العام .
كان متفاني في خدمة المجتمع يبتغي وجه الله عز وجل فقد جمع محاسن كثيرة يحرس بالمسجد ويخدم ضيوف الرحمن يطوف معهم ويخدم الحجاج ويقضي حوائجهم فهنيئا له ذلك فقد ورد عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) : (من طاف بالبيت طوافاً واحداً كتبَ اللهُ لهُ ستةَ آلاف حسنة، ومحى عنهُ ستةَ آلاف سيِّئة، ورفعَ لهُ ستة آلاف درجة) وفي روايةٍ : (وقضى لهُ ستة آلاف حاجة حتى اذا كان عند المُلتزم، فتح له سبعة ابواب من الجنَّة قلت له: جعلت فداك! هذا الفضل كلُّه في الطواف؟ قال: نعم! واخبرك بافضل من ذلك: قضاء حاجة المؤمن المُسلم أفضلُ من طوافٍ وطوافٍ وطوافٍ. . . حتى بلغَ عشراً).
التقيته أول مرة بمكة بالحج شاهدته يبادر يرفع راية الحملة ليوجه الحجاج بها ويقوم بخدمة ضيوف الرحمن ويسعى في قضاء حوائجهم بدون تكلف أو تحرج وفي كل الأوقات على عكس البعض ، عجبني تواضعه واخلاصه بالعمل في المواصلات والطواف وفي الجمرات كان حاضرا .
كان رحمة الله عليه شمعة عن الكوادر كلها لا يمل ولا ينزعج من أي حاج الكل يقصده في قضاء حاجته لا يعرف كلمة لا أو لا استطيع ذلك بل كان يبادر بالخدمة والاستعداد في تلبية طلباتهم الكل يغبطه في تواضعه ورحابة صدره وتفانيه بالخدمة.
فهنيئا لفقيدنا العزيز على قلوبنا الجنة الحج جواد رحمة الله عليه يصدق عليه قول أمير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب (عليه السلام) : (تنافسوا في المعروف لإخوانكم وكونوا من أهلهِ فإنَّ للجنَّة باباً يقال له “المعروف” لا يدخله إلا من إصطنعَ المعروف في الحياة الدنيا فإنَّ العبد ليمشي في حاجةِ أخيه المؤمن فيوكّل اللَّه به ملكين واحداً عن يمينه وآخراً عن شماله، يستغفران له ربّه ويدعوان بقضاء حاجته) .
الكل كان صديقه ولكل يعرفه يرتب بالمسجد من الداخل ويحرس بالخارج لا يكل من الخدمة كباقي خدام المسجد لا يعرفون الحر أو البرد ولا يرجون من الناس معروفا من تلطف عليهم بالتحية والسلام ولا كانوا هم المبادرون بالسلام والتحية.
الحاج / جواد الفهيد مثل يحتذى به في اخلاقه وتواضعه وتلطفه عليك بالكلمات الجميلة كان نبراس تفخر به عائلته بل الاحساء كلها لكنه الموت الذي لابد منه.
فنسأل من الله تعالى ان يتغمده بواسع رحمتة ، ويرحمه رحمة الابرار ويحشره مع محمد واله الأطهار وان يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان .