ربما يتساءل الكثير ما أسباب هيمنة هذه المنتجات الزراعية (الفواكه) التي تدخل الأسواق المحلية وتستحوذ على مساحة كبيرة ويزداد استهلاكها من قبل المواطنين رغم أن بعض هذه الفواكه لم تكن معروفة بأسواقنا إلا من سنوات قليلة حتى بلغت أصنافها بالسوق السعودي ٢٠٠ نوعا ويبلغ متوسط قيمة استهلاك الفواكه محليا برمضان فقط ٥٠٠ مليون ريال .
أحد الأسباب الرئيسة لانتشار هذه الفواكه بالسوق المحلي هي الاستراتيجية التسويقية التي تقوم بها شركات متخصصة تدرس اتجاهات الأسواق وسلوك المستهلكين ما ينطبق على منتجات زراعية جديدة مستوردة تقتحم أسواقنا المحلية من دول بأقصى أمريكا الجنوبية وأقصى جنوب وشرق آسيا ممكن القيام به على منتجاتنا الوطنية مثل التمور .
التسويق وما يتعلق به من تعبئة وتغليف وتخزين وتوزيع ونقل وسرعة المناولة هذه عناصر تشجع على انتشار بيع وشراء التمور بالسوق المحلي والأسواق العالمية بما يناسبها كسلعة غذائية ضرورية.
شئون التسويق والعرض والطلب لا نطلبها من المزارع المشغول برعاية النخلة وجودة منتجاتها رطب وتمر وجريد واجتهاده بتقليل تكلفة العناية بها على مدار العام حتى يكون عائد محصولها أكثر من مصروف رعايتها.
ولأهمية تسويق وتجارة التمور عقد مؤتمر عالمي بالرياض هذا العام ٢٠١٨ تحدث فيه المؤسس والرئيس التنفيذي بمجموعة سليكون فالي جون هارتنت ومما ذكره ان المملكة العربية السعودية تحتل المركز الثالث عالميا بإنتاج التمور بحجم إنتاجي ٢. ١ مليون طن في سوق عالمي يبلغ حجمه ٦. ١٣ مليار دولار وبمقدور المملكة ان تحتل المركز الأول حسب امكانياتها.
تعزيز تسويق التمر كسلعة غذائية مهمة بدول العالم تتطلب إعلام مكثف ودعاية توضح أهميته الغذائية صحيا وأنه منتج طويل الأجل كذلك يمكن الحصول على شهادة دولية تخص التمور المحلية بمواصفات ومقاييس غذائية مفيدة لتسهل اجراءات دعم التصدير كذلك في عالم ازدهرت فيه التجارة الالكترونية ممكن إنشاء منصة الكترونية للعرض والبيع والشراء والتوصيل.
رغم التحسن الملوحظ في البيع والمزاد بمعارض التمور بالاحساء سنويا والمعارض الأخرى بمناطق إنتاج التمور بالمملكة مما رفع الطلب عليه وزيادة أسعار بعض أنواعه لكن لا بد من تحسين وظائف التسويق والتخزين حتى لا يكون المزارع ضحية الوسطاء وسماسرة التمور .
الدعم الحكومي مهم في تحسن الأسعار وتخفيض تكلفة العناية بالنخلة ويمتص فائض العرض هذا واضح عندما يبدأ موسم حصاد التمر وهي سياسة ناجحة يستفيدوا منه المزارعون.
الأمر المهم بالتسويق على القطاع الخاص أن يتحمل الجزء الأكبر في زيادة مساحة استهلاك التمور محليا وعالميا، فالتسويق من تخصص الشركات والمؤسسات على رجال الأعمال واجب وطني ومسئولية اجتماعية اتجاه المزارعين والسلعة الاستراتيجية التمر، فهم المتخصصون بالتسويق بواسطة الشركات المتخصصة وممكن زيادة الطلب والبيع وتفعيل حركة الأسواق بالدعايات والإعلانات مفاهيم التسويق ووظائفه متجددة بسوق لا يستقر ويتصف بمنافسة حامية من منتجات زراعية مستوردة وحلويات متنوعة ترعاها دول وشركات تسويقية تخصصية.
العرض والطلب بين صعود ونزول لا يعلم بأسبابه إلا من يدرس خفايا الأسواق المحلية والخارجية يحللها ويخرج بتوصيات دراسة الأسواق له خبراؤه الذين يعملون بحوثا عن تذبذب الأسواق وسلوك المستهلكين ويقارنوها بظروف الأسواق العالمية ووضع حلول لتجارة التمور .
كما يتميز التمر بأنه يباع كسلعة نهائية للمستهلك وأيضا يستخدم كمنتج وسيط يحول إلى منتجات أخرى مثل الحلويات والدبس والخل والسكر وبالفعل بدأت المصانع في إنتاج وتسويق هذه المنتجات لكن لم تصل إلى الكمية المطلوبة التي تؤثر في الطلب بدولة حجم أسواقها بالمليارات من المواد الغذائية .
كذلك هناك أدوات لزيادة الطلب على التمر وتحويله إلى مشتقات إنتاجية من خلال الأسر المنتجة التي انتشرت بالمجتمع ويمكن تشجيع هذه الأسر من خلال دعمها بقروض بدون فوائد لزيادة الإنتاج .
التمر منتج وطني مرتبط بتاريخ الأرض والمجتمع لكن إذا لم يهتم به تسويقيا وربطه بالأجيال سيفقد أهميته بين منتجات متدفقة وجاذبة بالاعلانات والدعايات.