[JUSTIFY]إذا اخرج الفرد رأياً ونشره يحق للجميع نقده وتقييمه لأن ابرازه للعامة يستهدف مطلقه ان يتنفس الهواء ومن حق المتلقيين أن يضعوه في ميزان النقد ويقارنوه بالآراء الاخرى .هناك فرق بين حرية التفكير وحرية الرأي والتفكير حق شخصي ممكن أن يفكر الفرد بأي موضوع ينتابه داخل عقله فما دام حبيس صندوق دماغه بينه و بين نفسه .تجول بعقل كل إنسان سيل من الاستفسارات و التساؤلات لا سيما إذا كان يتفاعل مع متغيرات الحياة
لذا ينبغي ان نعتبر اي تفكير او تفاعل ظاهرة صحية ومن خلالها يؤسس آرائه الشخصية .فكل من ينتقل من مرحلة إلى أخرى في العمر تنتابه تساؤلات حول كل شيء لكنها لا ترتقي إلى مستوى الفكر هي تساؤلات تجعل المتسائل يقف في محطة الشك ، البعض يوفق في الانتقال إلى الإيمان عن بينة إذا اراد المفكر الوصول للحقيقة لكن لا تعتبر اي تجربة تشكيكية شخصية مشروعا فكريا يحق لصاحبها يخرجها للعلن يؤثر على السلم الاجتماعي المشروع الفكري
يفترض أن يحدد المشكلة الفكرية ويبدأ بمرحلة التحليل الفكري وإخراج حلولا بديلة أو يساهم بإيجاد بدائل منطقية لما هو سائد أو مرفوض من قبل المشكك وهذه تتطلب معارف وتجارب و حوارات و نقاشات يقارن فيها ما يدور بخلده وعند الآخرين وخصوصا المتخصصين. إذا لم يوضع النقد كمشروع فكري بديل سينتج عنه الفوضى المعرفية في هذه الحالة يحق للمجتمع
ومن باب الخوف على استقراره و العمل على قاعدة الأولوية ، أن يساءل كل من يلقي بالتشكيك ، يسأله أين حلولك و أي منهج اتبعته للخروج بنتائج مفيدة للمجتمع ويسأله أين العقد الاجتماعي الذي تعاهد عليه افراد المجتمع ضمنا في ضرورة الاستقرار الاجتماعي ؟ .
يلجا الكثير من المشككين للدفاع عن انفسهم و عن ما يطرح تساؤلات بدون أجوبة يقولون أن هذا ” حرية رأي ” و ينبغي نقد الفكرة وليس الشخص.حجة من ينتقد الرأي وصاحبه سببه أنه لا يبني آرائه على اصول علمية بل يريد ان يفرض تساؤلاته على انها فكرا و تفنيدا لما هو موجود ، مثل من يدعي انه طبيب و يعالج بما لم يفهم ، من باب أولى نقده شخصيا لأنه اخذ حقا لا يفقه فيه قبل نقد اساليب علاجه .ما يستنكر على بعض رجال الدين و هم متخصصون في العلوم الدينية من سيطرة فكرية و فرض فهم معين على المجتمع ، يمارسه المنتقد لكن بأسلوب مختلف مع انه غير متخصص .
صحيح ان بعض من تخصص في النص الديني لم يقدمه حسب ما يقتضيه العصر في ساحة متلاطمة الافكار والآراء ومتجددة باستمرار بوسائل تقنية جذابة في عصر تتحكم فيه الآلة والتقنية بحياتنا بكل أوجه المعيشة.والكل لمس نتائج العلوم المادية و وجد انعكاسها عليه بحياته ، بعكس ما يراه المسلم في الواقع الاسلامي من اخفاقات بأغلب شئون حياته
لكن هذا ليس مبررا للجميع ان يوجه نقده اللاذع لكل ما هو ديني لا أحد ينكر على اي فرد ان يطرح الاسئلة و الحصول على الأجوبة من ذوي التخصص و من حقه رفض اي جواب لكن لا يعتبر استفساراته الشخصية مشروعا فكريا بديلا ينبغي طرحه للناس .
[/JUSTIFY]
بقلم / علي عيسى الوباري