محمد الخضيري – جواثا
[JUSTIFY]اختتمت في رحاب الجامعة مساء أمس الثلاثاء، دورة إعلامية بعنوان “التوظيف الهادف للإعلام” في قاعة الواحة، نظمتها كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع بالتعاون مع كلية الآداب ممثلة في قسم الاتصال والإعلام واستمرت لمدة يومين، بحضور عميد كلية الآداب الدكتور ظافر بن عبد الله الشهري، وعميد كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع الدكتور مهنا بن عبد الله الدلامي، والمشرف العام على المركز الجامعي للاتصال والإعلام والمتحدث الرسمي للجامعة الدكتور عبدالعزيز بن سعود الحليبي، ورئيس قسم الاتصال والإعلام الدكتور سامي بن عبد اللطيف الجمعان.
واستقطبت الدورة التي قدّمها أستاذ الإعلام بقسم الاتصال والإعلام بكلية الآداب الأستاذ الدكتور هشام محمد عباس والدكتور مصعب عبدالقادر وداعة الله، وجوهًا أحسائية بارزة في مجال الصحافة والإعلام، فضلًا عن الجيل الصاعد الناشئ الذي يخطو بثبات في هذا المجال سواء من الصحف المحلية الورقية وصولًا إلى الصحف الإلكترونية.
وقد جاءت أفكار ومضامين هذه الدورة مواكبة للتطورات المتلاحقة في صحافة اليوم وتوسعها وتقاطعها في الإطار العالمي مع عدد من القضايا المهمة، وكذا انطلاقتها الإلكترونية والتلفزية التي جعلت العالم يبدو وكأنه قرية صغيرة، حيث تناولت الدورة قضية الإعلام والتنمية ومسؤولية الصحفي إزاء مشاريع التنمية بالمملكة العربية السعودية، والعمل أيضًا على تنمية المهارات في مجال مكافحة الشائعات ودور الإعلاميين والصحفيين في ذلك.
الدورة تناولت أيضًا الاتجاهات الحديثة في الإنتاج الإعلامي، حيث قدم الأستاذ الدكتور هشام محمد علي محور بعنوان “انعكاسات الممارسة الإعلامية السالبة على تكوين الشائعة – دراسة على القائم بالاتصال في مجال الصحافة”، وأكد من خلالها على نوع التأثير على المتلقي والنظر إلى المادة الإعلامية على أنها شكل من أشكال الإشاعة.
وقد حاول الباحث توضيح بعض الممارسات الإعلامية التي يقوم بها القائم بالاتصال بقصد أو دون قصد، وتساهم في تكوين الشائعة، كالاعتماد على مصادر مجهولة وغير معلنة أو الاعتماد على مصادر ثانوية في المعلومات وتكوين الخبر وعدم التوازن في المادة الإعلامية كأن يقوم القائم بالاتصال بعكس وجهة نظر دون الطرف الآخر.
كما تطرّق إلى طريقة استخدام الصورة سواء كانت في الإعلام التقليدي أو الإعلام الجديد باعتبار أنها مكون للإشاعة لو تم استخدامها بصورة بعيدة عن أخلاقيات مهنة الإعلام، وكذلك فإن الإيحاء في الكتابة الإعلامية والتلميح والتعريض قد يكون جزءًا من التكوين الأولي للإشاعة، ويهدف أيضًا إلى بيان الدور السالب الذي يمكن أن تقوم به الوسيلة الإعلامية في تكوين الإشاعة، وذلك وفقًا للممارسة المهنية في الاتصال خاصة في ظل تعدد منافذ المعلومات ومحاولة التعبير عن مصالح وسيلة الاتصال، وكل ذلك مدعوم بالمفاهيم الحديثة للإشاعة في الإعلام الجديد وذلك بالتركيز على الصحافة.
أما المحور الآخر فقد تناول من خلاله الباحث “تنمية مهارات الإعلاميين” والاتجاهات في أشكال الإنتاج الإعلامي والتي تتضمن “الحديث المباشر، والمقابلة الإذاعية أو الحوار، والمناظرة أو المناقشة، والندوة، والبرامج الجماهيرية، والمجلة، والتسجيلي أو الوثائقي، والمسابقات، والإخباري، والدراما، وبرامج المحكمة”.
بدوره، قدم الدكتور مصعب عبد القادر وداعة الله المحور التدريبي “مهارات العمل الإعلامي” والذي اشتمل على “توظيف الإعلام الجديد في خدمة قضايا التنمية، وعناصر تشخص مفهوم التنمية، والدول النامية والتنمية الاقتصادية، وتصنيف دول العالم من حيث توجهات التنمية، ومؤشر التطور الاجتماعي وفق معايير المنظمة الدولية، ومؤشرات قياس التنمية البشرية في بعض دول العالم العربي، والموارد الاقتصادية في العالم العربي، والتعريف ومدلول التنمية، وأشكال التنمية، المعلوماتية، والإعلام وتقدم المجتمعات، والتعريف بالإعلام الجديد، ووظائف وسائل الإعلام الجديدة، وعوامل ظهور الإعلام التنموي، والإعلام والتنمية – التداخل وتكامل الأدوار، وارتباط الإعلام بالتنمية، والإعلام الجديد والتنمية الاجتماعية، والإعلام الجديد والتنمية الاقتصادية، والإعلام الجديد والتنمية السياسية، كما تناول سعادته محور تصميم الحملات الإعلامية، معرفًا بها وبعناصرها وتصميمها”.
وفي تعليقه على الدورة، أوضح عميد كلية الآداب أن من أهم أهداف الكلية خدمة المجتمع، مؤكدًا أن الأقسام المتخصصة بها تنهض بهذه المهمة وتقدم ما لديها فيما يخدم مجتمعنا بالأحساء، وما هذه الدورة التي استهدف بها الإعلاميون إلا نتيجة من نتائج العلاقة المميزة بين الكلية ومحيطها الاجتماعي، كما أنها من مسؤوليات قسم الاتصال والإعلام بالكلية والذي نجح نجاحًا كبيرًا في استقطاب هذا الحشد الكبير من الإعلاميين بالأحساء.
وأضاف “الشهري” بأنه نتيجة للنجاح الملحوظ والحضور الكثيف فإن القسم -بإذن الله- سوف ينفذ دورة مماثلة للإعلاميات في أقسام الطالبات ستحدد لاحقا بمشيئة الله، مؤكدًا أن “الإعلام هو شريك حقيقي للكلية ولا يمكن أن ننجح وننهض ما لم نسمع من الإعلام ونتقبل ما يكتب بصدور رحبة ونصلح من الأخطاء، ولكنني في المقابل أهيب بزملائي وإخوتي الإعلاميين أن يتحروا الدقة والحقيقة حتى نتمكن من الإصلاح”.
وكرّر “الشهري” شكره الجزيل لـ”هذه الكوكبة التي حضرت وأسعدتنا بحضورها، بل وجعلتنا في مرمى المسؤولية، بأن نقدم ما يفيد المجتمع وما يحسب لإعلامنا ويرقى بالأحساء، هذه المحافظة العزيزة على قلوبنا جميعًا”.
بدوره اعتبر عميد كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع، أن هذه الدورة لها دلالة واضحة على انطلاقة الجامعة في الجانب الإعلامي، وهي خطوة تكاملية مع قسم متخصص بكلية الآداب ألا وهو قسم الاتصال والإعلام، معربًا عن سعادته بوجود هذه الكوكبة الرائعة من الإعلاميين المتخصصين في مجال العمل الإعلامي في هذه الدورة التي يقدمها أساتذة متخصصون من أصحاب الخبرة الواسعة والذين يعتبرون علماء في هذا الشأن، متمنيًا للجميع التوفيق والمزيد من التألق والإبداع.
وأخيرًا، ذكر رئيس قسم الاتصال والإعلام، أن هذه الدورة تأتي من منطلق استشعار الجامعة لواجبها تجاه المجتمع الإعلامي المحيط بها والمتمثل في العاملين بالصحافة المحلية، لذلك وجد قسم الاتصال والإعلام الفرصة السانحة لتحقيق هذه الرؤية العميقة للجامعة، فعمل على إعداد دورة تدريبية على مدى يومين يقدمها مختصون من أساتذة القسم.
وأردف: وجدنا لدى كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع الرغبة الأكيدة في التعاون وتقاسم رغبة تحقيق أهداف الجامعة، وبالفعل تم التواصل مع الإخوة الإعلاميين، وفوجئنا بما لديهم من رغبة كبيرة في التواصل مع الجامعة وتطوير مهارات العمل الإعلامي، وهذا ما تستهدفه الدورة بشكل مباشر”، معربًا عن أمله في “أن نتمكن قريبًا عبر هذه الشراكة ما بين القسم وإدارة تطوير الشراكة المجتمعية أن نوفي حق الإعلاميات في الأحساء عبر متخصصات في قسم الاتصال والإعلام”.
[/JUSTIFY]

