[JUSTIFY] التحركات الحسية والمعنوية الصادرة من الشخص ذاته تعتبر بوصلة تحدد اتجاه تفكيره ومعتقده ، وتعكس مدى إيمانه بها.كلمة هزت وجداني وجعلتني أُطأطِئ رأسي خجلة من نفسي ومن مجتمعي عندما قالت لي إحداهن وهل تتوقعي الإسلام هنا؟! بل الإسلام انتقل للغرب وفي الدول الغير مسلمة يتمثل.
يقول أحد المبتعثين : تعلمت الابتسامة عندما ذهبت لأمريكا فقد عانقت ثغري وباتت لصيقة بي ولا تفارقني عندما تسقط عيني في عين أي شخص، الابتسامة لديهم تشكل لغة جسد تنبض في كل لحظة لمن يعرفون ولمن لا يعرفون، شعوب تهدي الابتسامة دون مقابل.
أردف كلامه بقوله: عندما نخرج من قاعة الجامعة تعلمت أن من الأدب والذوقيات أن يمسك كل شخص الباب للشخص الذي سيخرج وراءه، كي لا يوصد أمامه احتراماً وتقديراً له.
ليس التقدير للشخص فقط بل التقدير للنعم والمال والمأكل والملبس، حبة فاكهة وشريحة بطيخة ونصف تفاحة هي ما تمتلىء بها عربة مشترياتهم وسيارة تستعمل عند الحاجة وللمسافات البعيدة، ومن يعمل خلاف ذلك يصنف ضمن القائمة السوداء وفاقد للأدب وخارق لقانون الاحترام. شعور بالرضا وانتصار في ميدان الحياة لنفوس أبت إلا أن ترتقي وتسمو بسلوكياتها وأخلاقها.
فساحتهم مليئة بهذه المثاليات المتعددة الجوانب، بينما هذه المثاليات تبهت معالمها وكما يزعمون أنها ذوق وإتيكيت في مجتمع مسلم تجذرت فيه التعاليم وتأصلت أدبيات الإسلام ببذرة محمدية، فحمَل لقب أمة محمد بأمية التعامل الأخلاقي والسلوكي، لترجح كفة العنف بشقيها الحسي والمعنوي.
نجد شحاً في جانب القيم، بيد أن الكرم الحاتمي يرفل في جانب البذخ للمأكل والملبس وبشتى أنواع الترف، فتكون القمامة حاضنة لأكثرها وقد أصيبت بالتخمة منها. ومن جانب آخر هناك بيوت تأن بالفقر وتتلوى من الجوع، جوع من النعم وجوع من القيم. والنعم تهدر بلا رعاية ولا ترشيد يحميها.
أُمم تدعي الإسلام حاسرة من معنى: (الدين المعاملة) ومن قوله تعالى: {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} لنراهم يبحثون عن هذه القيم في العاملة المنزلية، فيحرصون أن تكون ديانتها مسيحية لأنها تختزل كل القيم والأخلاقيات. يعلق أحدهم عندما سُئل عن آلية شراء السيارة للشاب المبتعث فقال:
فرصة أن يقود الشاب سيارته هناك، كي يعود محملاً بأفكار مهذبة مهندمة لها اتيكيت واحترام الناس في الشوارع عند القيادة وهدوء الأعصاب والتمسك بقوانينها على أصولها وبهذا سيعكس فوائد كثيره في المستقبل لمجتمعه ولعل الناس تستفيد من أفكارهم النيرة المستوردة ، وتستقي من جداول قيمهم التي سالت في أودية المبتعثين.وصمة عار أن نستجدي جوهر القيم والمثل العليا من الغرب والدول الغير مسلمة والمنجم المحمدي زاخر به.
[/JUSTIFY]بقلم / منى البقشي