[JUSTIFY]”أنتي طالق” كلمة صفعت انتصار على وجهها لتدوي عميقاً في تجويف قلبها ولتجعلها تقف متسمرة في مكانها تستعيد شريط حياتها مع أحمد لتبحث عن الخلل الذي أدى إلى الطلاق.لم يكن الفارق الثقافي أو الاجتماعي أو الاقتصادي سبباً في الطلاق. ولم يكن أحمد سيىء الخلق أو صاحب نزوات كثرت خياناته ..هل هي العين التي اخترقت حياتهم لتحولها إلى أرض محتلة كثرت فيها النزاعات؟
! لقد تزوجا وغيمات الحب تظلهما وهما يصارعان المجهول بكل تحد وفرح، حتى لاحت في الأفق سمفونية الحقوق واطربا لسماعها وبدأ يدندنان معها لتصدح أصواتهما بالغناء لتعلو وتعلو وتعلوا فأصبح كل منهما لا يسمع إلا صوته ولا يرى إلا نفسه
حينها تحولت سمفونية الحقوق إلا نشاز، لأن كل طرف أراد ان يغني بطريقته الانانية بعيداً عن تناغم الآخر ونسيا أن الحياة لا تسير إلا بتوزيع الأدوار وانسجامها مع واقع الظروف .
سمفونية النشاز الحقوقية تبدأ من حقي أن أخرج مع أصدقائي ومن حقي أنا أيضاً أن أخرج مع صديقاتي..ليس من واجبي ايصالك كيفما تردين ..ليس من واجبي
أيضا الطبخ والتنظيف – اذن : لماذا تزوجتك ؟ أنا لست شغالة – أنا لست سائقاً ويستمر الجدل العقيم في الحقوق والواجبات لتكبر الهوة ويتسع الشق معلناً اكتماله نعيق الطلاق.
إن علاقة الزواج هي علاقة تكامل تتوزع فيها المسؤوليات حفظها ديننا الإسلامي بالتعريف بالحقوق والواجبات لا للتمسك بها للانتصار على الطرف المقابل بل لمعرفة قدرة الآخر على التنازل وتحمل المسؤولية حتى تنجح هذه العلاقة وتكون المودة والرحمة والسكن ويجب أن يكون التنازل متعادلاً بين الطرفين لينال الجميع حقه المتبادل.
ما يحدث الآن هي حمى حقوقية غير مقننة ولا مدروسة العواقب الهدف منها التخلى عن أكبر قدر ممكن من المسؤوليات واستئثار جانب المتعة والراحة قدر الإمكان .الزواج هو مرحلة الانتقال من اللامسؤولية إلى المسؤولية وارتفاع نسبة الطلاق يدلل على أن الانتقال لم يكن صحيحاً وأن النضج لم يكتمل عند أحد الأطراف فلتكن الحقوق بوابة إلى الحفاظ على لبنة المجتمع لا إلى نسفها.
الزواج مشروع لا ينجح إلا بالاتفاق والتنازل والتعب من أجل انجاحه وإلا سيكون مصيره الفشل

[/JUSTIFY]