قال الإمام الحسين: “نحن أهل بيت الرحمة” لذلك نجده المثل الاعلى للرحمة وإي رحمة انها الرحمة الواسعة.. فهي ليست مقتصرة على شيعته ومواليه ومحبيه بل للعالم بأجمعه بكل طوائفه واديانه والوانه .. تجلت هذه الرحمة الحسينية الواسعة وشملت الغني والفقير والصغير والكبير الصديق والعدو..ومن هذه الرحمة عندما كان في طريقه نحوكربلاء وقد التقى ببعض الشخصيات امثال عبيدالله الجعفي وعمربن قيس وهرثمة وغيرهم مماباع آخرته بدنياه وتعذروا بأعذار واهية لعدم نصرته والكون معه..
قال لهم سلام الله عليه (امضي حيث لاترى لنا مقتلا ولاتسمع لنا صوتا فوالذي نفس الحسين بيده لايسمع اليوم واعيتنا احد فلا يعيننا إلا كبه الله في نار جهنم) انه يطلب منهم الذهاب بعيدا حتى لايسمعوا واعيته باختيار طرق تجنبهم الدخول الى نار جهنم.. انها رحمته الواسعة بهم اي قلب رحيم أنت يا اباعبدالله .
كذلك صورة اخرى تجلت فيها الرحمة بشكل اوسع وشملت العدو..نعم لعدوه حينما كان في طريقه سلام الله عليه التقى بالحربن يزيد التميمي وهو احد امراء الجيش الاموي بكربلاء مع الف فارس .. حيث قال لفتيانه اسقوا القوم وارووهم من الماء ورشفوا الخيل ترشيفا..ايضا تجلت رحمته بعدوه الاخر الذي احتشد واعد العدة لقتاله (نراه يبكي لأجلهم وعندما سألته السيدة زينب سلام الله عليها مايبكيك قال ابكي لهولاء الذين سيدخلون النار بسببي) بأبي انت وأمي ونفسي وأهلي ياأباعبدالله.
نراه عندما اصيب السهم قلبه اخذ الدم ولطخ به لحيته وبعضه رفعه الى السماء ولم تنزل منه قطرة الى الارض. ياترى لماذا لم يتركه يسقط على الارض.. الم يخطر ببالكم هذا السؤال ؟! انها الرحمة الحسينية الواسعة..وهناك رواية تقول (لو أن قطرة من دم الحسين سقطت على الارض لخسفت الارض بمن عليها)
هنا نرى الامام الحسين لم يفكربنفسه قط وهوفي اقسى الظروف واصعبها بل طغت رحمته بقاتليه ايضا فسلام من الله عليك يامولاي ابدا مابقيت وبقي الليل والنهار.. حريا علينا ان نبكيك بدل الدموع دماً ونندبك صباحاومساء..كما هو حال سيدنا ومولانا الحجة ابن الحسن سلام الله عليه الذي يبكيه ليلا ونهاراً.. واقرح جفونه بالبكاء عليه وغدت دماً ليس دموعاً فقط..لك العزاء يامولاي ياصاحب الزمان.. فمصيبة جدك هدت الانام..
وها نحن في معترك هذه الحياة التي لاتصفو لأحد نحتاج الى تلك الرحمة الواسعة اقصد به الحسين ابن علي عليهما السلام في الدنيا والاخرة.. لكل منا همومه ومشاكله واحتياجاته ومتطلباته من امن وامان واستقرار ومال وزواج وذرية وشفاء من كل داء جسدي ونفسي لكل منا حاجات وامنيات واحلام واماني لاتتحقق إلا ان نتوجه الى رحمة الله الواسعة..(الامام الحسين).
عندما يضيق صدرك ويزيد همك تتجه الى رحمة الله الواسعة عندما تفقد عزيزا على قلبك ويكثر حزنك ومصابك وتريد السلوى وتخفيف المك تتجه الى رحمة الله الواسعة ..عندما يلم بك خطب جليل وتكون في حيرة من امرك وتسد الابواب بوجهك لاتعرف الى اين السبيل يدلك قلبك الى رحمة الله الواسعة ..عندما تصاب بمرض عضال عجز الاطباء عن شفائك وتكون على شفا حفرة من قبرك تتجه الى رحمة الله الواسعة
عندما تفقد الامن والامان مالك سوى رحمة الله الواسعة ..عندما تكون مكروباً فأنك تتجه الى ما فيه سرور قلبك الى رحمة الله الواسعة ..عندما تكون وحيدا فريدا ليس لك من يعينك في غربتك ووحشتك تتجه الى رحمة الله الواسعة..
الرحمة الواسعة ذاك هو الحسين ابن علي – رحمته واسعة لاحدود لها واسعة بالعطاء والكرم والرحمة والحب واسعة بالحنية واللطف والشفاء من كل داء والامن والرزق الواسع والخير الكثير الذي لاينتهي ..فأهل البيت سلام الله عليهم ان اعطوا اغنوا.. رحمته واسعة للبشرية بأجمع وليس لي ولك..فقط كن مع الحسين ليكون الحسين معك لتشملك رحمته الواسعه.. في الدنيا والاخرة وبعد كل هذا ليس بكثير على الحسين سلام الله عليه بأن نخاطبة بقولنا..
السلام عليك يا اباعبدالله السلام عليك
يا رحمة الله الواسعة ويا باب نجاة الأمة..
[/COLOR]
[/JUSTIFY]
بقلم / زورق العمران