[JUSTIFY]لازلنا ودروس كربلاء ذات القيم والمبادئ المقومة للنفوس والمطيبة للصفات والمزينة للخلق ..قبل البدء أعزي مولاتنا الزهراء ومولاتنا أم البنين باستشهاد قمر بني هاشم ناشر راية الحسين وساقي العطاشا من النساء والأطفال ..
لقد سطر أبو فاضل بحروف النور أسمى معاني الوفا وأعظم المواساة وطبع على صفحات المجد عظيم دفاعه عن الدين وفدائه لإمام الزمان وبذل الروح رخيصة حفاظا على دستور الحياة ..
نعم لقد حفظ الزمن سطورا حفرت بدمائه الزكية وفاء أبي الفضل العباس عليه السلام وذلك حينما خاض ماء الفرات بيمناه واغترف منه غرفة ونظر إليها بدموع هماله كماء السماء ومن ثم رماها على الماء مخاطبا نفسه (يانفس من بعد الحسين هوني .. وبعده لاكنت أو تكوني .. هذا حسين وارد المنون .. وتشربين بارد المعين .. والله ماهذا فعال ديني .. ولا إمام صادق اليقين) ..
أما الموساة التي رسمها أبو الفضل عليه السلام على صفحات المجد ليراها ذوي العقول النيرة والنفوس الطيبة ويتعلمها من جهل حق الإمام ومكانة الأخ ، كانت عندما سقط صريعا بعمد الحديد وأتى إليه أخوه الحسين عليهما السلام ووضع رأسه في حجره ، حيث رمى العباس رأسه في التراب ، فعل ذلك ثلاثا ولما سأله الحسين عن السبب أجاب أخي أبا عبد الله أنت الآن تضع رأسي في حجرك لكن بعد ساعة من يضع رأسك في حجره ..
فعله وموقفه لم يغب عن ناظري الزهراء التي أتت إليه معولة صارخة واولداه حاملة دين لأم البنين تؤديه لها في ساحة المحشر في محكمة العدل الإلهي ..
جميل أن يستلهم الشيعي من كربلاء وشهدائها الأطهار الدروس والعبر ويمزجها بالدمعة والندب ، فهو وربي إن فعل كتب للحسين زائرا وسجل في صحيفته أنه له ناصرا فالحسين وكما بدأت الحديث قتل لحياة الدين الحاوي للمبادئ والقيم والتي تعلمناها الليلة من تلميذه الوفي قمر العشيرة عليه السلام ..
[/JUSTIFY]بقلم / أحمد النجار