[JUSTIFY]وحدة الشوق للوصول والتسابق بقدم الصبر وهمة القلب تجرع الألم ودهس التعب كان يحدو مريم العيسى الحاجة ذات السبعة عقود من العمر لتمشي على رجليها في الحج مسافات طويلة لأداء المناسك دون كلل أو شكوى أو طلب جرعة ماء .
منظر مهيب لم يلتفت له الحجاج لانشغالهم بأداء الأعمال وفي آخر ليلة تم تقليدها وسام الحاجة المتميزة والبوح بما خبأته خطواتها دموع انهمرت وانكسار العواطف طوق الحاجات حينها ليست لشخصها بل لمرآتها التي ضربت على وتر الشابات اللواتي كن يتذمرن من طول المسير ويطلبن برهة من الراحة
استقزام للروح الملولة والهمة الضعيفة..استنهاض لشبابية الروح وصقل الأخلاق
تجلى حج الأخلاق سعي بين صفا الصعود ومروى التحليق ، رمي النفس الضعيفة وإحلال الانهزامية أمام الملذات ،افتداء الروح بالشوق للوصول بوصلة الحج الإبراهيمي
عيد القبول كسوتها وانفراد بقمة المثالية هذا ما خرجت به مريم صفحة نقية عطرة فاح شذاها في أروقة مكة وطرقاتها ، ألهمت الحاجات قيم ومثاليات من أنفاسها الطيبة وسقت أرضهم من سُحب رقي ولاءها لله درها خلدت دروس لاتُنسى في النفوس الخجلة.
[/JUSTIFY]
بقلم / منى البقشي