[JUSTIFY]صوت الملبين يترامى إلى مسامعي عبر شاشة التلفاز وأجدني أردد معهم بلا شعور وانخرط مع الطائفين حول هذا البيت المطهر الذي جعل الله افئدة الناس تهوي إليه وجعله حرما آمنا منظر الكعبة
بلا شك ينطبع في الوجدان وينساب في القلب شعور بالروحانية كنسيم عليل يدغدغ مسامات الروح التي أهلكتها الهموم حتى أصابها الوهن ، ولنتجه حقيقة الى معرفة تسمية عرفة بهذا الاسم
فلقد سُمِّيَتْ عَرَفَةُ عَرَفَةَ لِأَنَّ جَبْرَئِيلَ ( عليه السلام ) قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ ( عليه السلام ) هُنَاكَ اعْتَرِفْ بِذَنْبِكَ ، وَ اعْرِفْ مَنَاسِكَكَ ، فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ عَرَفَةَ … ( من لا يحضره الفقيه : 2 / 196 ) .
يوم عرفة هو اليوم المشهود : قال الله عزَّ ذكره : { وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ } ( سورة هود / 103 ) وَرُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) سادس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) أنهُ قَالَ : ” الْيَوْمُ الْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ … ” ( تهذيبالأحكام : 5 / 479 ) .
اذا هو اليوم المشهود بأعمالنا اليوم الذي تعترف فيه بذنوبك وتتوجه إلى الله فيه طالبا العفو والرضا هو يوم عظيم عظمته كليلة القدر حيث من لم يدرك حاجته في ليالي القدر فالفرصة سانحة هذا اليوم اجتهد في عبادتك ألح في طلبك بخشوع وتذلل ألست عندما تطلب من أحدهم خدمة تخاطبه بألطف العبارات لتستدر عطفه! كذلك خاطب ربك بدموعك بإنكسارك وحتما لن يردك خالي الوفاض .
تأمل في معاني دعاء الإمام الحسين عليه السلام في عرفة أصدق التعابير عن الامتنان وأجمل الكلمات في الحمد والشكر للخالق الديان ثم ينتقل الى الاعتراف بالتقصير إزاء كل هذه النعم
الإمام الحسين وهو معصوم بعيدا كل البعد عن المعاصي وتجده يتعرف ويطلب العفو والصفح فكيف بنا نحن العاصون؟ نحن المسيئون؟ ماذا قدمنا لله مقابل كل هذه النعم الذي تفضل بها علينا؟ الإمام الحسين قدم جسده قربانا إلى الله قطع حجته متوجها إلى العراق كي يحافظ على هذا الحرم الآمن ألا تستباح حرمته بسفك الدماء وأنت ماذا ستقدم اليوم ؟
[/JUSTIFY]
بقلم / زهـراء العلي