[JUSTIFY]- ممثل الوزارة شعر أن إدارة الصالة تعاملت معه بالخداع وفي هذا هو محق تماما.
– تعرض الفنانون لظلم فادح بسبب سوء إدارة الصالة وعدم التنسيق القانوني مع الجهة المختصة.
كان يمكن لمعرض “ألوان مجنحة” الذي أفتتح ولم يفتتح عشية السبت 19/9/2015 في غاليري تجريد الواقع في المخرج الثاني لمدينة الرياض ، كان يمكن لهذا المعرض أن يسجل تظاهرة فنية واجتماعية غاية في التميز والاختلاف ..
التميز في المدارس الفنية المشاركة والقيمة الفنية للأعمال المعروضة للفنانة اللبنانية فاطمة اسماعيل ، والسورية ملك عابدة ، والسوري رياض العسكر ..
والاختلاف في التنوع اللوني والتقني للوحات الفنانين الثلاثة ، وكذلك في نوعية الحشد البهي الذي وصل الغاليري – وهذا لحسن الحظ – قبل موعد الافتتاح بأكثر من ساعة ونصف.
رياض العسكر سبق له وعرض أعماله في الصالة ذاتها وأعماله حروفية مشغولة بجمالية وانفتاح لوني مبهر قدم أكثر من أربعين عملا تنوعت ما بين الجدرانيات والحجم الصغير وتضمن إلى جانب آيات من القرآن الكريم عبارات ، وكلمات مختلفة ، اشتغلها الفنان بإتقان كبير ودرجة عالية من الفنية المدروسة جيدا..
في أعمال ملك عابدة ، شفافية في الطرح اللوني ، واقتراب في الموضوعات من عوالم المرأة ، وجمالها ، وحالاتها الوجدانية ، وهي استطاعت برمزية حينا ، وتعبيرية حينا آخر ، أن تقدم تجربة تستحق أن نتوقف عندها بإعجاب وتأمل ..
فاطمة اسماعيل ومن خلال 14 عملا من الحجم الكبير نفذتها بتقنيات الزيت والاكريليك ، قدمت تجربة فنية يمكن اعتبارها جديدة وخاصة . لامست خلالها جوانيه المرأة وعالجتها بحرية وأنسنة دونما ابتذال ورسمت بريشتها ما وراء القماشة لترصد حالة الأمومة التي لم تعالج كفاية في الفن التشكيلي العربي في أعمالها المعروضة رابط موحد للأعمال في المحتوى
وكذلك في ضربات الريشة الجريئة وحركة السكين التي كان نتاجها ألوانا مجنحة حقا لفتت زائري الصالة ، وتوقف عندها كثيرون ، يبحث كل منهم داخل اللوحة عن صورة له ، أو فكرة تومض في الذاكرة.
قلت بداية ، كان يمكن لمعرض ألوان مجنحة الذي افتتح ولم يفتتح أن يكون علامة فارقة في مسيرة معارض الرياض ، لكن ما حدث ، فاق التوقعات ..
لحظة الافتتاح الرسمي انطفأت أضواء الصالة وحين استعلمنا عن السبب عرفنا أن هناك أمرا بإيقاف العرض..
الحاضرون وكانوا كثرا اصيبوا بالدهشة والاحباط ، وخارج الصالة كان الجواب لكل الأسئلة ، الرجل الذي جاء بأمر الايقاف ، هو فنان سعودي ، هذا ما عرفته من خلال حواري الطويل معه
أكد لي أن الصالة لم تتقيد بعدد اللوحات التي تم منح الترخيص لها بالعرض ..وحين اتصلنا بمدير الصالة والذي صادف أنه تورط بحادث سير أثناء توجهه للصالة !.. فأكد أن أرسل كل الأعمال التي تم تعليقها إلى الوزارة وأن إيميل الموافقة موجود لديه ..
وعدنا للتحاور مع الفنان ممثل الوزارة ، فأكد العكس ، ثم أخبرنا أن هناك صورا لم تفتح على جهاز الكمبيوتر لديه وأنه تواصل مع الصالة لاستدراك الموضوع ، ولم يتم التدارك..
المسألة تقنية إذا ، سوء معالجة كمبيوترية ، لكن الذي دفع الثمن غاليا الفنانون الثلاثة المشاركون ، والضيوف الذين تقاطروا بالعشرات ، ووقفوا لأكثر من ساعتين على الرصيف في انتظار أن يتم حل الاشكال!..
وانقضى كثير من الوقت ، والاشكال مستمر ، والنتيجة إنزال الأعمال جميعها ، لأن ممثل الوزارة ، شعر أن إدارة الصالة تعاملت معه بالخداع ، وفي هذا هو محق تماما ، ولا غبار على أي قرار تم اتخاذه لكن أي ذنب لفنانة حملت لوحاتها من المدينة المنورة إلى الرياض ، وفنانة حملت لوحاتها من الشرقية إلى الرياض ؟..
تعب نفسي ، ربما لا يمكن توصيفه إلا من قبل الفنانين الذين تعرضوا لهذا الظلم الفادح بسبب سوء إدارة الصالة ، وعدم التنسيق القانوني مع الجهة المختصة ..
هذا إذا تجاهلنا الخسائر المادية ، من حجز للصالة ، وطباعة الكتيب المرافق، وشحن الأعمال ، والاقامة في الفنادق ، وتعب الجمهور الذي لبى الدعوة وهو يحضر نفسه لمشاهدة ممتعة لفن أصيل ومختلف..
هذا ما حدث حرفيا ، لكن من يوقف الأقاويل التي صدرت وستصدر بعد أن تم تعميم الحدث ، البعض اعتبر أن لوحات الفنانين فيها خدش للتقاليد ، وهذا غير صحيح ، والبعض اعتبر أن الاختلاط في جمهور الصالة كان السبب
وهذا ليس سببا حقيقيا فالجميع كانوا مثقفين وإعلاميين وفنانين سعوديين وغير سعوديين والجميع يحترمون تقاليد البلد الذي يقيمون فيه ويعرفون جيدا القوانين والصح والغلط..
المسألة سوء تفاهم بين صالة وجهة رسمية ، صالة تؤكد أنها التزمت بالتصريح الرسمي ، وباللوحات التي تمت الموافقة عليها ، وجهة رسمية ، تؤكد العكس..
خارج هذا الالتباس ، معرض ألوان مجنحة ، كان معرضا رائعا حقا ألوانه كان لها أجنحة ، لكنها قبل أن تمارس التحليق لاحقها المقص.
[/JUSTIFY]
بقلم / مردوك الشامي
إعلامي عربي


