[JUSTIFY]
عزّ الـــكـلام ولم ينهِ (الصّبا) ذاتـــي واستُهلكت فــــي مقام (الرست) أبياتي ..وحلّقت في مقام ( الكُرد ) أجنحتي مذ غردت في ( حجاز) الشعر نوتاتي .. وأُطْرِبت في ( النهاوند) القلوب صدىً حتى انتشينَا ( هُزاماً ) في المسـرّاتِ .. صام الفؤاد عن الحزن الرهيب مدىً وأفطرت في ( بيات) السعدِ أنّاتي .. لئن تراءتْ شجون القلب في (عجمٍ) فإنها سـكنت روح المقامـاتِ
للشاعر الأستاذ: علي أحمد المحيسن
الفن، الفنون، الموسيقى، المقامات، المقامات الموسيقية كلمات ومصطلحات نتجنب أن نخوضها حيث جعلناها (تابو) لا يمكن أن نصل إليه ونعرف خباياه وكيفية الاستفادة منه.
بينما لو تعمقنا في هذه العلوم والفنون لأدركنا أنها جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فالموسيقى هو من أسمى الفنون الجميلة الذي يتميز بطبيعة خاصة لا نجدها عند غيره من الفنون الأخرى؛ فهو فن الجمال السمعي الذي يستطيع أن يفهمه و يستوعبه الإنسان في جميع بقاع الأرض بالرغم من اختلاف اللغات والعادات والتقاليد.
كما أن هذا الفن يعتبر من الفنون التي تجعل الإنسان ينطلق من عالم الواقع إلى عالم الحس والخيال؛ فيتخلص من أحزانه وآلامه التي تسيطر عليه، وكذلك فهي تشكل السلوك الإنساني وتطهر النفس الإنسانية وتهذب الخلق وترفع من شأن الذوق.
وكلما كان الإنسان يتمتع بأفق واسع وثقافة عالية كان أقدر من غيره على تذوق هذا الفن والاستمتاع به، أما المحرك الأول لهذا الفن فهو غريزة حب الجمال التي تعمل على تمتع النفس وتغذية الروح ، كما قال الإمام أبي حامد الغزالي “من لم يحركه الربيع وأزهاره والعود وأوتاره، فهو فاسد المزاج ليس له علاج”.
كيف يمكن أن يكون الإنسان عظيما أو مجيدا أو حاكما.. لمهنة أو حرفة دون أن يكون متذوقا للموسيقى؟..
إنها تغمر الحياة بالإنسانية والمرونة والعدل… و… فالمستمع المتذوق للموسيقي مشترك في الإبداع ؛ وهنا تكمن أهمية تعلم علم الموسيقى أوالتثقف به على الأقل بالنسبة للمستمع وليس للمتعلم والمتخصص فقط ، فالموسيقى تنبع من داخل كياننا عندما نسمعها، من نبض قلوبنا وإيقاع خطواتنا وارتباطنا بإيقاع الطبيعة والكون من حولنا.
إن ما أحمله من رسالة في علم وفن الموسيقى هو لنشر الجانب الإنساني والروحي والفكري والفلسفي وليس مجرد نغم وألحان عابرة، هكذا أفهمها أنا، بغض النظر عن أيّة آلة كانت بحنجرة أو بعود أو بيبيانو أو غيرها من الآلات ؛ فالموسيقى والنسق الكوني واحد ، إنها تسكن داخلك، فدقات قلبك موسيقى تعزف بطريقة متناسقة ؛ كي تعيش فلو اختلت فإنك تموت.
لذلك فأنا متبني الموسيقى التأملية ، إذ تجدها في الدعاء والابتهالات والقصائد الوجدانية و غيرها من النغم الروحي الذي يربطك بخالق هذا الكون وهو الرب العظيم الله سبحانه وتعالى الذي أهدانا هذا النغم الرائع متمثلا بأصوات الطبيعة الخلابة ، كما تجدها في صوت العصافير ، وتجدها في أصوات أمواج البحر وغيرها من الأصوات.
فشكرًا لله على هذه النعمة العظيمة.. فالموسيقى من الطيبات.
[/JUSTIFY]بقلم: خليل المويل