أحمد العطافي – جواثا
[JUSTIFY]ضمن البرامج التدريبية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وبالتعاون مع مدارس الأنجال الأهلية، قدمت الأستاذة رجاء البوعلي دورة تدريبية بعنوان “تنمية مهارات الاتصال في الحوار” وذلك يوم الثلاثاء 2/12/1436هـ الموافق 15/9/2015م، استهدفت المعلمات والطالبات وامهاتهن.
قبل البدء، عرفت الأستاذة البوعلي بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، والذي أنشأ بهدف نشر ثقافة الحوار، وتجسيده سلوكا للفرد والأسرة والمجتمع، اعتزازا بالدين وتجذيرا لمفهوم المواطنة الصالحة وقيمها، وحفاظا على وحدة الوطن وأمنه.
انطلقت البوعلي من القاعدة الأساسية للحوار في الثقافة الإسلامية، استنادا على بعض النماذج القرانية؛ مثل قوله تعالى: “وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ .. ..”
واعتبرت أن الآية قدمت نموذجا فريدا للحوار بين الله سبحانه وتعالى و النبي عيسى عليه السلام، مُبينةً القيمة المعنوية والايجابيات الناجمة عن هذا الحوار.
وتحدثت عن أساليب المحادثة كالجدل والتفاوض والمناظرة والإقناع والحوار موضحة نوعية كل منها. ودعت البوعلي إلى المحافظة على منهجية الحوار الإيجابي البناء، وتخطي المطبات السلبية التي قد تُفضي به إلى جدل عقيم، او إقناعٍ إجباري! يقينا بأن اللين والرفق واحترام الرأي المختلف قد ينتج اقتناعا ذاتيا من دون خسائر على مستوى العلاقة الإنسانية والسلوك الأخلاقي.
وعن مبادئ الإنصات والاستماع أكدت على أهمية وضوح الرسالة، وتحديد موضوع الحوار، وسمو هدفه. واشارات إلى ضرورة استبعاد العاطفة وفصلها عن الآراء الجادة، باعتبارها تؤثر في تحريف مسار الرأي المنطقي؛ واستشهدت بحالة أمٍ تم استدعائها من قِبل المدرسة، نتيجة لتمرد ابنتها على القوانين المدرسية وتجاوزها حدود الأدب مع المعلمات، وأوضحت بأن تحكم عاطفة الأمومة وشعور الانتماء قد يطغى على حوار الأم، لتنكر فعل ابنتها، فتكون ظلمت نفسها وشجعت ابنتها على الخطأ. كما دعت لترك الاعتماد على الأحكام السابقة، التي تعمل على تشويه الواقع، الذي قد يكون مختلفا تماما عما سبقه.
وذكرت في معرض حديثها، أهمية استشعار المسؤولية أثناء الحوار والتعامل مع الآخرين، باعتبار الأفراد رُسلا؛ تُمثل انتمائاتها، وذكرت بعض السلوكيات السلبية المعاصرة، والتي تُسيء للقيم الإسلامية، وتُظهرها ناقصة أمام المجتمعات الأخرى. ودعت الحاضرات ليكونن رسلاً مُشرفة لأنفسهن ومجتمعاتهن وأوطانهن ودينهن، واعتبرت ان ذلك ينبع من صدق الإنسان و حسه بالمسؤولية.
ثم عرجت على مهارات الحديث المؤثر، بنوعية اللفظي والغير لفظي. وتحدثت عن استراتيجيات المحاور الناجح، وشددت على التحلي بالقيم الأخلاقية النبيلة أثناء الحوار مستشهدة بقول الرسول عليه الصلاة والسلام: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.
في الختام، شكرت مديرة مدارس الأنجال للبنات؛ الأستاذة ابتسام العفالق الحاضرات على تفاعلهن واهتمامهن بتطوير المهارات الحياتية، وقدمت شكرها للأستاذة رجاء البوعلي، تقديراً لمبادرتها التطوعية، وعطاؤها الجميل من أجل نشر ثقافة الحوار في المجتمع.
[/JUSTIFY]