مازال مسلسل الدم في عالمنا الإسلامي ينزف, ومن المستفيد ياترى من وراء هذه الفوضى وهذا المصير المجهول غير دول إقليمية تستنزف أموالنا ومقدراتنا. فالطفل السوري والعراقي واليمني والفلسطيني وليبي وغيرهم ,هم حطب لهذه الحروب التي أحرقت الحرث والنسل ودمرت فينا الإنسان الداخلي, صور الأطفال تخرج لنا يومياً عبر الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي, ولكن سبحان الله مامعنى هذه الصورة التي أيقظت في نفوسنا أن العالم أصبح غابة القوي يأكل الضعيف. وهنا أتذكر كلمات الشاعر نزار قباني عندما قال مات الإنسان اللي بداخلنا كلنا بدم خل نبكي عليه , أحنا مجرد هيكل فارغ وأخذتنا الموجة العمياء.
إلى متى نحن هكذا يقتل بعضنا بعض , نتعارك ,نتصادم, نتذابح .هذا مسلم وهذا كافر هذا عربي وهذا كردي هذا سني وهذا شيعي هذا ناصبي وهذا رافضي هذا صوفي وهذا وهابي , ماذا استفدنا بالله عليكم من هذه التصنيفات المقيتة غير موت الإنسان وانعدام بناء المجتمع. فلم نراعي حرمة دين ولا مذهب ولاإنسان. في حين نرى المجاميع والمنتديات الإسلامية لاتحرك ساكناً سوى استنكار وشجب ,هل هذه هي موقف العلماء الربانين التي تقع على عاتقهم قول كلمة الحق. ماهذا الصمت الرهيب الذي لايحرك فينا كلمة لاللظلم لا للقتل لا للضياع , متى سيتحرك علماء المسلمين إجابة مازالت مغيبة.
واقع الأطفال في العالم العربي مرير وذاهب للمجهول في ظل تفاقم الصراعات والنزعات بين الساسة أولاً وبين التيارات الإسلامية ثانياً. كل فرقة تكفر الأخرى وترى الحق المطلق , وبالتالي إذا لم تتكاتف الجهود بين كل الفصائل بمختلف ثقافاتها وإلا في المصير المجهول ينتظرنا .
الطفل إيلان وجدي مرمياً على شاطئ تركيا هارباً من كوباني هو وأسرته فكان الموت في انتظارهم, فلن يكون الأول ولن يكون الأخير, فالوضع العربي يدعو للقلق ويمر بظروف سياسية واقتصادية صعبة, بالأمس كنا نشفق على أطفال الهند والصومال ودول إفريقيا بوجه عام ’ واليوم أصبح المصير نفسه ولربما أعظم .
بالتالي على الدول العربية والإسلامية أن تساهم في عودة الاستقرار إلى هذه البلدان والمساعدة في استقبال لاجئي سوريا واليمن والعراق قبل أن تطحنهم الحروب ,فالغرب متمثل في ألمانيا وبريطانيا والمجر وهنغاريا وغيرها أبدت استعدادها لاستقبال آلالاف ,في حين نرى المسلمين على استحياء من أمرهم ونحن أولى منهم بذلك, ولا ننسى دور المملكة في استقبال وعلاج الكثير من المصابين العرب,وكذلك مصر والمغرب والأردن, لذا يتطلب منا المزيد من الجهد لاستقبال أعداد اكبر فما ذنبهم إلا أنهم مسلمون.إيلان سلاماً لروحك الطاهرة.
[/JUSTIFY]
بقلم / عباس المعيوف
كاتب وناشط اجتماعي