[JUSTIFY]أصوات كثيرة تثير العقول الراكدة وتحرك البائبا حديثها قضايا وجودية تبدأ من غاية خلق الله الموجودات وماهيتها وسننه تعالى فيها وترابطها وحركتها وسكونها ومن تلك القضايا الوعي بالذات أي معرفة الانسان نفسه ومما ورد في هذا عن أمير المؤمنين علي عليه السلام أنه قال :” رحم الله إمرء علم من أين وفي أين وإلى اين ” ؟
فاذا عرف نفسه من أين هي وما هي وفي أين هي الان وإلى أين ذاهبة يكون قد حدد موقعه بدقة على خريطة الوجود واكتشف انه جزء من هذا العالم الكبير. فالوعي هو النور الذي يشرق به عقل الانسان فيتألق الى أن يصبح عارفا بنفسه مدركا لما حوله محققا غاية وجوده
أما الذات أو كما يعبر عنها بمفردات عدة كالنفس والشخصية والفرد التي كلها تشير إلى الانسان وتحديدا إلى جوهره الروحي لنتصور معا وجود احداهن معنا نعرف من هي واصلها وعلمها و اسلوبها و صفاتها بكل تاكيد سنكون اكثر انسجاما معها وسنثق بها ونقدّم لها الملاحظات دون تردد وخوف ، فكذالك ان كنّا نعرف أنفسنا
وإجمالا الوعي الذاتي هو أن يكون لدى كل منا رؤية واضحة حول حقيقة وجوده التي تصل به الى معرفة الله تعالى و شخصيته فيعرف نقاط ضعفه وقوته ومساره الفكري ومعتقداته ومشاعره وتساعد هذه الرؤية في فهم الذات وإظهارها والتعبير عنها وتهذيبها وإصابة الأهداف وفهم الآخرين والتوافق مع الحياة
فإن سعادة ابن آدم وكماله يكمن في مدى اطلاعه ومعرفته بنفسه وبالعالم
وهنا يتهادى سؤال الى اذهاننا كيف نصل الى الوعي بالذات ؟
ينشأ الوعي بالذات من خلال البدء بملاحظة تفاصيل شخصيتنا فنقوم بمراقبة لأفكارنا ومشاعرنا وأفعالنا واختياراتنا ودوافعنا وبين حين وآخر بمحاسبة لنقوم ذاتنا ونتقدم بها نحو الأفضل فنفكر ونتصرف أفضل مما كنا عليه وحتى تطابق افعالنا دوافعنا نكون نحن كما نحن.
أختم حديثي بأبيات بهذه الأبيات الشعرية
بحث التفلسف جوهـــــــــــــــر الأسباب
وأنا وجدت الــســر بـــيــــــن رحابــــــــــي
قد شــــق صــــــــــدر الـفـــــــــــــــــجـــــــــــر
صوت حقيقتي وتعبد الإبداع محاربي
[/JUSTIFY]
بقلم / وفاء محمد التريكي
توست ماستر
