لأن الثقافة التي لا تمنحنا الوعي تعتبر ثقافة عقيمة لا فائدة منها الثقافة التي لا تمنحنا القدرة لمعرفة انفسنا وادراكها تعتبر الجهل بعينه فالثقافة التي لا تمنحنا القدرة على إدراك أخطائنا وتصحيحها تعتبر ثقافة بلا مضمون بلا معنى بلا هدف
…
استغلال البشاعة أمر سيء بحق الانسانية ..تصديق المرء لنفسه في غمرة كذبه باسم الثقافة يعتبر إهانة للثقافة الانسانية وتكمن قدرة المحامي في قدرته على قلب الموازين وتحويل الباطل حق والحق باطل من خلال وسائله وادواته التي إكتسبها من مهنته ومن خلال قدرته اللغويه والبلاغية والفكرية .
أيضا كل ذلك يمنحه القدرة الجهنمية لقلب الموازين ودفاعا عن قضيته التي يسعى جاهدا لنجاحها ودفاعا عن حق لربما يكون باطل ولكن الأغراض الشخصية تتدخل في ذلك لأن مهنته تستلزم نجاح القضية حتى ينجح
الثقافة لها جانب سلبي أحيانا ..اذا كان من يكتسبها ويتعلمها لا يقدرها بل يستغلها لتحقيق اغراض شخصية خبيثة..يقنع نفسه بالحق يتصرف كما يشاء وفق هواه إذن يستطيع المثقف مهما كان على باطل أن يقلب الموازين ويحرف الصوره عن حقيقتها ليثبت لنفسه ولغيره أنه الافضل والأجدر والأحق
الثقافه تمنح الانسان… قدره على الخوض في نقاش والفوز به على حساب جهل الاخرين والثقافه تمنح النسان القدرة على الاقناع والتحليل واستخدام المنطق بطريقه توهم الغير انه على صواب ليصدق فكره العقيم وثقافته المصطنعة انه فعلا على صواب
….
ليس العيب في الثقافة..إنما العيب في الاستغلال السيئ لها …استغلال الجهلاء ووضعهم في إيطار الذنب ودائرة الباطل وإيهامهم انهم على خطأ فإذا كانت الثقافة ستمنحنا القدرة لنظلم ونستغل بكل ثقة وعنجهية
أقول وبصراحة ان الجهل أكثر قداسة وأكثر برائه من الخوض في نقاش المثقفين الذي يتنافسون في استخدام المصطلحات اللغويه والأسس الموضوعيه العلمية والوسائل المقنعه لإثبات انهم على حق وهم والباطل سواء
أنا لست ضد الثقافة بحد ذاتها..انا ضد المثقفين الذي يستخدمون الثقافة لتحقيق أغراض شخصية لاسوية لا تمت صله بالثقافة ابدا..اشتقت جدا لعالم أجدادنا..العصر الذي لم يكن هناك تخصص دقيق ومدارس وتعليم عالي وشهادات وتفوق من الناحية العلمية وتنافس حاد بين المثقفين وقدرة عالية على تحوير الامور وتحريفها باسم المنطق والعلم
عالم اجدادنا ..ذلك العالم البسيط الزاخر بالاريحية والنقاش البسيط والحديث التلقائي الا مفتعل الذي لايهدف لخلق فجوة انسانية او تحقيق غرض لا انساني ..لم يكن في عالم اجدادنا تفوق علمي…بل كان هناك تفوق اخلاقي …
وهنا الفرق الكبير الذي يجعلني اقدس الجهل اكثر ولم يكن في عالم اجدنانا تنافس ثقافي..بل كان هناك تنافس انساني وهذا ما يجعلني اقدس ذلك العالم الذي يمكن وصفه بالجهل بالنسبة لما وصلنا اليه من علم وتقدم
عالم اجدادنا كانت البطولة والآباء والشهامة رمزا للتفوق ..كان الكرم والشجاعة وصلة القربى رمزا من رموز الحضارة فأنا لا انقي ذلك العالم من الشوائب..لكل عصر عيوبه ومساوئه…ولكن عصرنا الزاخر بالتكنلوجيا والتقدم هو الاجدر بمنحنا كل معاني الانساية وشهاداتنا لم تنمحنا المصداقية التي يفترض ان نبلغها جميعا من اجل الانسانية عصرنا من المفترض ان ان يكون الاسبق لتحقيق الوئام الانساني فالذي يفترض ان يكون عصرنا الاسبق لاسمى معاني الحضاره وليس العكس فالثقافة والتعليم لم يمنحنا شيء للاسف بل أضاف الينا تعاسة ومساوئ اكثر بشاعة من قبل
جهل اجدادانا كان هو المعنى الحقيقي للثقافة والعلم والوعي والفكر الناضج…لانهم سعو الى خلق تماسك وتعاون وإخوة والى الصدق كقاعده لتقويم السلوك السوي والا سوي اجدادنا قومو ثقافتهم على مبادئ الانسانية ولم يقوموها على اثبات من الافضل والاحق نحن لسنا في معركة ..نحن في حياه انسانية والجهل ليس جهلنا بالعلوم والتكنلوجيا..انما جهلنا لانسانيتنا وضميرنا
نحن نفتقد أهم اسس يمكن ان نقوم عليه حياتنا الانسانية وهو اكتساب الخبره ليس طمعا بالخبرة ذاتها او لتحقيقي رضا ذاتي يمنحنا السلام والوئام والفكر الذي يجعلني ادرك الامور واراها على حقيقتها دون تشويه او تحريف نما اصبح اكتساب الخبرة والعلم غرضا من اغراض شخصية لا تضيف لعالمنا تقدم او حضارة ولا تضيف لإنسانيتنا مصداقية اكثر
نحن بحاجة لثقافة فكرية وأخلاقية تمنحنا الصدق امام انفسنا قبل اي شيئا اخر بحاجه لوعي يجدد عقولنا الى الافضل وينقي عقولنا من بكتيريا الظلم والكذب والتزييف خلقنا الله ومنحنا العقل ليس لنستخدمه لاثبات التفوق في الباطل وتحويله لحق ..انما لاظهار الحق بصورته الحقيقية والمصداقية وقمع الباطل
[/JUSTIFY]
بقلم / سكينة المعيلي