هنا بينما كانت سعاد تقلب في محطات المذياع من محطة لأخرى ..
سمعت صوت نسائي ذا نبرة حادة .. شديدة ..
فقالت : أرجو أن أسمع مايريحني .
ذلك الصوت النسائي الحاد : يقول بصوت عالي ..
الرجل صعب .. قوي .. لا يهزم .. لا يغلب ..
بينما هذة الكلمات تتردد في المذياع .. الرجل قوي …
الرجل مسيطر .. الرجل .. الرجل .
أصيبت سعاد بخيبة أمل .. إتسعت عيناها ..
وقالت : إذن إستسلمتن بهذة البساطة .
فجأة : هدأ هذا الصوت ليعلى عليه صوت الموسيقى العسكرية ..
ثم يعود ذلك الصوت النسائي الحاد ليصرخ بأعلى صوته ..
ليقول : نحن الأصعب و الأصلب ..
بإرادتنا القوية وعزيمتنا سنكون الأقوى ..
نعم أقوى من الرجل .
لنعيش بحب وسلام .. بعيد عن عالم يحكمة الرجال .
هنا تمنت سعاد لو يقلب الميزان ..
وتقلب الأدوار في بعض المواقف
التي صادفتها في حياتها لتصبح إمرءة قوية .
هنا تذكرت زوجها محمود .. كيف كانت ترتجف خوفا من صراخه..
عندما يشدها من شعرها .. عندما يضربها .. أنانيته ..
و .. و .. و ..
كلها ذكريات صعبة في حياتها .. تمنت لو عادت من جديد ..
لتكن فيها سعاد الجديدة .. القوية .. في عصر النساء .
بينما الأفكار والذكريات .. تدور في ذهنها .
كان زوجها محمود في عملة منشغلا ..
بين كمية هائلة من ملفات وأوراق ..
إلا أن دقت الساعة .. وقت الغداء .. هنا إرتاح محمود من العناء .
. فقد حان وقت الراحة .
هنا خرج كل من سامي وطارق .. زملاء محمود من مكاتبهم ..
لينتظروا محمود في الخارج .. ليذهب معهم ..
لتناول الغداء .. في المطعم المقابل لبناية الشركة .
بينما هم ينتظرون محمود زميلهم .. كان هو منشغلا بهاتفه ..
إذ عليه أن يكتب رسالة قصيرة لسعاد زوجته ..
لكي لاتنتظره على الغداء .. لإغاظتها ليس إلا ..
فكتب في رسالتة : (موتي غيظا ياغبية سأتناول الغداء مع زملائي).
من زاوية منزل سعاد ومحمود …كانت سعاد حينها غارقة
في ذكرياتها وأحلامها .. منصتة للمذياع .
بقلم / حنان عبدالعزيز بوخمسين
طالبة بجامعة ولاية تينسي الأمريكية
(يتبع) ….