تكملة الحلقة 2- 2
وبينما هم متجهين لمكاتبهم مسرعين ..
إقترب المدير من النافذة ..
ليرى هذا الحشد النسائي الكبير ..
الذي غطى كل من شوارع وطرقات المدينة .
وإذا به يلتفت يمينا ويسار … أمام وخلف .
ليدرس أوضاع و أحوال الموظفين في الشركة ..
وتأثير هذا الحدث عليهم .. ويشاهد ماتوقعه..
كل الموظفين والعمال في الشركة لا يشغلهم إلا هذا الحدث ..
فالكل يتحدث ويتهامس .. عن هذا الإنقلاب
وإتحاد النساء وبداية عصر النساء
ومن زاوية أخرى : في منزل سعاد ومحمود ..
ياله من يوم حافل بالأحداث :
هذا ما قالته سعاد زوجة محمود .
وهي جالسة على كرسيها الهزاز ..
بعد لحظات .. بدأت الذكريات تتوارى لسعاد ..
فتذكرت تلك الصفعات والإهانات التي تسمعها
من إخويها الأصغر سنا منها …
لاتستطيعين أنت فتاة .. لا تخرجي بدون إذن ..
أنت فتاة .. أنت أنثى ..
حدث وراء حدث .. ذكرى وراء ذكرى ..
ثم تذكرت أهم حدث وذكرى بحياتها وهي رفض والدها
لإبن جارهم .. الذي أعجبت بة
وأعجب بها .. الجار سالم
عندما عملت مع أخته صفاء .. في بيع المأكولات ..
كان سالم شاب مثقف متعلم ..والأهم أنه على ذا خلق .
كان سالم يساعد أخته صفاء في البيع ويتعامل مع سعاد أيضا .
تذكرت سعاد كل هذه الأحداث ..
كأنها بالأمس .. فقد أجبرت بالزواج من ابن عمها …
أجبرها والدها .. بحجة أنه إبن عمها .
تتوارى في ذهنها بصوت عالي و مسموع ..
كأنه يأتي من شخص قريب منها ..
(أنت فتاة .. أنت عار علينا .. لا يمكنك الخروج من المنزل ..
لا يمكنك الذهاب للمدرسة .. أنت عار .. أنت أنثى ..أنت فتاة …)
فأصبحت في حالة يرثى لها … في حالة غليان وغضب …
وأخذت الأفكار تدور في ذهنها .. تتقلب الأسئلة و الإفتراضات ….
ماذا لو .. تزوجت من أريد ؟؟
ماذا لو ذهبت للمدرسة ؟؟.
ماذا لو لم أتزوج بمحمود ؟؟
ماذا لو أصبحت حرة ؟؟
ماذا لو … ماذا لو … ماذا لو … تمر هذه الأفكار
في ذهنها أكثر من مرة ….في لحظة صمت ..
وقفت وأمسكت المذياع بيديها وضغطت على جوانبه
وهي ترجف غضبا وليس خوفا …
و أخذت تقلب في محطاته من محطة لأخرى …
وتستمع لموسيقى هادئة وأخرى صاخبة …
وبينما هي تقلب في محطاته وتغيرها …
سمعت صوت نسائي ذا نبرة حادة شديدة ..
فقالت : أرجوا أن أسمع ما يريحني .
( يتبع ) ……. هذا الجزء الثالث .
بقلم / حنان عبدالعزيز بوخمسين
طالبة بجامعة ولاية تينسي الأمريكية