سعاد تلك البنت البسيطة زوجة محمود .. مستلقية على فراشها
في حالة من الاسترخاء …
تستمع إلى الموسيقى الهادئة ذات النغم الجميل
الذي يشبه هدوء الطبيعة الذي أخذها ليبحر بخيالها
إلى عالم غير عالمها .
فجأة .. هدأت الموسيقى إلى أن توقفت عن البث ..
ليقطع على سعاد تأملاتها وأحلامها واللحظات الصامتة
ويعود المذياع ليبث من جديد مره اخرى
لكن هذه المرة .. بصوت نسائي ناعم !
يعلن أن خبرا هاما سيذاع بعد لحظات …
نهضت سعاد لتجلس على كرسيها الهزاز المريح
وتنتظر سماع هذا الخبر الهام …
بدأ بصوت إمرأة جهور رقيق .. يقول :
خبر هام .. خبر هام .. خبر هام …
على مدى العصور .. والأزمان ..
منذ أن بدأت الحياة على هذا الكوكب
والجنس الرجالي يسيطر على زمام الأمور …
ويفرض سيطرته على الجميع ..
ماذا كانت النتيجة ؟
حب .. سعادة .. حياة رائعة
لا .. لا .. وألف لا .. النتيجة !
دمار .. حرب .. قتل .. حياه تعيسة .
ولكن كل هذه اللحظات آن لها الأوان أن تتوقف ..
ليكتب التاريخ نهايتها ويبشر بقدوم عصر النساء
وإتحادهم .. ليعلن عن بداية عصرهن ونهاية عصر الرجال .
فإتحدوا يا نساء العالم ليبدأ عصرنا .. !
فبدأت عيون سعاد تذرف الدموع ..
دموع الفرح لما سمعته من أخبار .
أما زوجها محمود .. كان ممن
لا يؤمنون بحرية النساء .
كان في مكتبه موظف وفي شركة بسيطة
كان غارقا في عمله حاملا ملفاته بين يديه ..
واقفا على باب مكتبه .. لم يعر إهتماما للمذياع ..
إلا عندما سمع هذا الخبر الهام
سقطت كل الملفات التي كان يحملها بين يديه ..
سقطت الملفات التي كانت من المفترض
أن تصل سالمه للمدير ويذهب مسرعا
مباشرة لمكتب زميله سامي …
( يتبع ) … يوم الثلاثاء القادم بإذن الله
بقلم / حنان عبدالعزيز بوخمسين
طالبة بجامعة ولاية تينسي الأمريكية