في هذه الحالة لا نملك سوى إحدى خيارين إما النسيان وتغيير الطريق ومثلما يقال ( كبر المخدة ) وإما أن نطلب المساعدة من الآخرين ممن نستطيع التأثير عليهم ونوع المساعدة والمساندة
لايقتصر على أداء العمل بل المساعدة بالتفكير في أمور العمل ذاته
فالمشاركة بالتفكير ترفع نسبة تحقيق النتائج المرجوة .ففي عام 1867م بدأ المهندس الأمريكي الألماني الأصل جون روبلينج العمل على تنفيذ فكرته وللربط بين ضفتي نهر مانهاتن و بروكلين عبر نهر الشرق في نيويورك بمسافة تقارب كيلومترين !
وهذا ماجلب لجون السخرية والاستهزاء من زملاءه المهندسين حينها قرر جون أن يخوض هذا التحدي الهندسي العظيم ففي عام 1869م بدأ العمل رسمياً – بعد أن أقنع ابنه أن يشاركه التحدي وبعد عام توفي جون
وأكمل إبنه المشوار ولكنه لم يستطع لإصابته بشلل وأصبح طريح الفراش ومن أجل بناء الجسر قررت زوجة الابن تعلم الرياضيات وفنون الهندسة وبناء الجسور وتحت إشراف زوجها باشرت تنفيذ الخطوات لإتمام بناء الجسر واستمر العملفي بناء الجسر 11 عاماً وهو مايعرف اليوم باسم جسر بروكلين وأول من عبر الجسر إلى الجهة الأخرى كانت الزوجة إيميلي .
أما التكلفة فقد بلغت 15 مليون دولار و 27 حالة وفاة ! وقد كان حينها أطول جسر في العالم و أطول جسر معلق على حبال فولاذية. من يزر الجسر سيجد أسماء : جون الأب وواشنطن الابن و إيميلي زوجة الابن محفورة عليه .على مر عقود كثيرة ساهمت هذه القصص في حل الكثير من المشاكل وساعدت على تحسين حياة الكثيرين ممن يمتلكون الإرادة والقدرة على الانتقال من المجهول إلى المعلوم والأهم إيجاد طريق
مقبول للحل ومعروف النتائج .
[/JUSTIFY]همسة :
احفروا اسمائكم في ذاكرة التاريخ بأفعالكم .
بقلم / فيصل السالم
زاوية الملتقى بإشراف :
الأستاذ / عبدالحميد الرضا