كان يقف يصلي و في الصف الذي خلفه يجلس صبيين صغيرين بريئين ..
بعد إنتهاء الصلاة شدّ ذهنه الحوار الذي حدث بينهم وقد أدرك أهمية هذه التربية للأجيال الحالية و القادمة ..
إقشعر جسده عندما سمع تلك الكلمات الحاسمة الصادقه تنطلق من هذه الأفواه البريئة المتحدثة بفطرتها ..
قال أحدهم للآخر هيّا نذهب للصفوف الخلفية الأخيرة في المسجد ..
قال الصبي الآخر بتعجب : ولماذا نذهب إلى هناك ؟ فالمسجد بيت الله وكل الصفوف لله ..
إبتسم صديقه ووضع يده على كتفه قائلاً بثقة : ألا تريد أن تكون من الشهداء ؟ هز رأسه بالموافقة بعد سماعه للشهادة وكأنه حصل على شهادة تفوّقه ..
وإستطرد صديقه قائلاً : علينا أن نصلي في الخلف لعله يأتي إنتحاري تكفيري و يفجر نفسه فنكون من الشهداء فنحشر مع محمد وآل محمد .. وسيطلقوا علينا شهداء الصلاة و شهداء الحسين عليه السلام .. وسننقذ كل المصلين و نمسح دموع الثكالى من الامهات و الأبناء انتهى
هل رأيتم أبناءنا ؟ هل رأيتم شجاعتهم و ثبات عقائدهم ؟ هل رأيتم كيف يعشقون الموت و الشهادة ؟ هل رأيتم أن أبناءنا لا يبالون بشظايا أجسادكم العفنة و القذرة ؟
مهما قتلتم و أسرفتم في الدماء سنبقى نرفع راية محمد وآل محمد و سنبقى نحتضن ولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام ..
لو هلكتم جميعكم في تفجيرنا ستبقى أصلابنا تنجب عشّاق الشهادة وعشّاق الحسين عليه السلام [/JUSTIFY]..
كتبها بتصرف / حسين الجعفر