[JUSTIFY]خدمة الإمام الحسين عليه السلام ليست مرهونة بملامح المعرفة الظاهرية للحسين أو بإعتلاء المنابر فقط وإنما ترتكز ارتكازاً كليا على معرفة الإمام الحسين عليه السلام ومن هو وما أخلاقه وسماته .. نعم أيها الخادم الحسيني ما أن دخلت مدرسة الحسين أستوجب عليك بنود معينة لتكون سفيرا لنقل رسالته وترجمتها في مدارسه فـالحسين مدرسة وما أن ندخل هذه المدرسة وجبت علينا تلك البنود وفق ما يريده الامام الحسين منا
فـالحسين خير معلم ولزم علينا الاقتداء به لنكون بدورنا قدوةً يُقتدى بنا .. الحسين ليس معلم فحسب إنما إدارةٌ تُتّبع لنسموا بها .. نعم يا اخدام الحسين علينا أن نرتقي ليليقَ بنا هذا المسمى ..علينا ان نسموا بأنفسنا وجوارحنا لنتخلص من كل شائبة تشوه صورة الخادم أمام ضميره وأمام مجتمعه فنظرة المجتمع للخادم بأنه ملاك تستوجب عليه فعلا أن يكون اهلًا لتلك النظرة
لكن للأسف ! تستوقفنا الكثير من المواقف التي تذهل عقولنا فالبعض بمجرد أن يكون خادماً للإمام الحسين ينظر للبقية بنظرة الفوقية والدونية والعظمة والابتسامة المخادعة أمام الناس وما أن يختلي هذه المسمى خادماً يتحول شيطاناً للفور ولا يعرفه الا من كان مقربا منه والبعض من يتخذ أسم الحسين كغطاء يستر به قبيح أفعاله وأعماله ومنهم من يتخذ الحسين سلماً يرتقي عليه من أجل دنيا فانية وحطاماً زائلاً !
لماذا تظلم نفسك أيها الخادم بسلوكيات لا يرضى فيها الله والحسين ؟ لماذا تخون شعار الحسين وتخذله فليس بالعدد القليل من نراهم خلف مسمى الحسين يقبعون ومن وراء الحجب ينافقون ويظلمون ! أو لم يعلموا بأن الله مطّلع على ما في صدورهم ولا تخفى عليه خافية ! لكنهم نسوا الله وظلموا أنفسهم بل ران على قلوبهم جميع ما كتسبوا من أعمال بحق خدمة الحسين المتواضعين ويقولون من امام الناس
وفي أنفسهم الهي أبصر بنا ويا زهراء انظري إلينا !! فهل ترضى الزهراء أن يُطعن صدر ابنها الحسين بتلك الاعمال !! أو لم يعلموا بأن ( الحسين سفينة ) وما أن نلتحق بالسير في ركبها وجب علينا ان نكون ركابا متزنين سلوكيا وأخلاقيا وتعاملا مع قبطان السفينة والإذعان بالاستسلام والانصياع للقائد وصولا للنجاة مع جميع من التحقوا بهذا الركب الحسيني ..
أو لم يتخذوا ( الحسين كدستور ) ولابد من التأمل طويلا في عنوانه فما أن نفتحه لابد ان نلتزم بتطبيق مبادئه وأحكامه ومعرفة مابين سطوره لتطبيقها على النفس خاصة وعلى العامة .. فالحسين (منهج حياتي) فيه الكثير من الدروس في الأخلاق والمعاملة والسلوكيات الواجب علينا الوقوف عندها وعدم تجاوزها الا بعد إتقانها
وأخيرا وليس آخراً من اختاروه أهل البيت لأن يكون خادماً لهم ووفقوه لذالك عليه أن يلبس لباس أخلاقهم وأن يكون مثالا يُحتذى به وأن يُنجز ويُحقق أهداف النهضة الحسينية وأن يبتعد عن جميع الأخلاقيات السيئة وحبّ الأنا وأن يدأب في ساحة عمله كخادماً حسينياً كما دأبَ الحسين في خدمة الاسلام وما سيزيدهُ ذالك الاعـزةً وشرفاً وارتقاءً وصولا للكمال الروحي والفوز برضا الله وشرف نظرة الحسين وأمه الزهراء عليها السلام[/JUSTIFY]
بقلم / مريم عبدالله التريكي – الدالوة

