[JUSTIFY]لم أكن أتصور أن الشهادة بهذا المستوى من الفضل عند الله و مكانتها العالية عند بني البشر . فكُلما سقط منّا شهيد اتضحت وتجلت معالم الشهادة أكثر و أكثر.
لم نكن ندرك ماذا تعني كلمة “شهيد” حتى أكرمنا الله تعالى و كرّمنا بِشُهداء و هبوا لنا الفخر من دمائهم وقدموا أرواحهم و أجسادهم قرباناً من أجل أمة و من أجل إحياء العزة و الكرامة و العقيدة. فعلمونا أن لا قيمة للحياة الزائفة في مقابل التضحية.
قد قدّم لنا شهداء دالوة الأحساء وقديح القطيف وعنود الدمام رسائل بيضاء حملتها حمامات السلام تجلت في أسطرها كُلّ معاني العظمة، وبقطرات دمائهم القانية كشفت الرسائل السوداء ومنهجية الوحوش البشرية التي أزهقت الأرواح و أنتهكت بيوت الله.
الفرحة والسعادة التي ارتسمت على ثغور ذوي الشهداء وتُزينها أكاليل الورد كانت رسالة جلية أثبتت للعالم من هو المنتصر ومن هو الأقوى. وما كان من المحرض والمتعاطف إلا أن يدُسّ رأسه في التراب بعد أن اسود وجهه بعد قلبه.
رسائل شُهدائنا الأبطال و الأوفياء وألأبرياء أعطت دروس عالية في الشجاعة والإقدام وفي القيم الانسانية ونحن على نهجهم لسالكون. أما رسائل المعتدي والمجرم الخبيث رسائل غدر ومكر والتنكر دلالة على جبنه وضعفه وخسته.
وصلت رسائل شُهدائنا للعالم كله و كانت أنصع من البياض وسيُخلدها التاريخ في أبواب العزّ والإباء، أما رسالة الإرهابي والداعشي سترمى في مزابل التاريخ وستكون وصمة عار وذل تتذكرها الأجيال القادمة.
وأختم بهذه الرسالة أن شُهدائنا أرادوا بتضحياتهم أن تستمر الحياة و أن تبقى الأرض مُخضرة يُحيطها الأمل والعمل أما الفكر والنهج الداعشي الإرهابي أراد أن يُعطل الحياة و يجرها إلى عصور ما قبل العصر الحجري.حمانا الله من الإرهاب و الإرهابيين وأن يديم نعمة الأمن والأمان.[/JUSTIFY]
بقلم المهندس / نعيم ابراهيم المطوع