[JUSTIFY]الإرهاب اليوم يتخذ أشكالاً ومسميات متعددة من القاعدة إلى تنظيم النصرة و إنتهاءً بداعش ولكن الأخير جاوز الحد بإرتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية من دفن للأحياء والتمثيل بالجثث والله نسأل أن يشل يد الإرهاب والتعدي وأن يرد كيد المعتدين إلى نحورهم. وأعظم ما يُشْجِي النفوس أن تلك الجرائم ترتكب تحت مسمى دولة الإسلام و وهو منهم برأؤ من سلوكياتهم المشينة إن هي إلا دولةً للنفاق والإرهاب ، والبلاء الأعظم تصديق الهمج الرعاع أباطليهم وتلبية ندائهم والتبست عليهم اللوابس فأخذوا يضربون أنف هذا الأمر وعينه ويقلبون ظهره وبطنه ،فالآلاف من شباب أرض الحرمين ومهبط الوحي ينخرطون بشكل ممنهج في التنظيمات الإرهابية ويقتلون بعضهم بعضاً كلما وقب ليل أو غسق أو لاح نجم أو خفق تحت شعار لا إله إلا الله وبصرخة الله أكبر أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ.
وأمام هذا التجنيد الهائل لذخيرة الوطن وشبابه والذين أصبحوا يتداكون على الإرهاب تداك الإبل الهيم يوم وِردها لابد للجميع من وقفة جادة مع هذه الظاهرة المستفحلة التي فقدنا بسببها كفاءات كان يفترض أن تكون طاقة بناء وإعمار لا هدم وإرهاب.
ومما يبعث على الأسى والحسرة أن يمارس غسيل أدمغة لم نعهده من قبل حتى شاهدنا طبيب يفترض فيه أن يحيي النفوس يظهر رافعاً سكينة الغدر والإرهاب ليلقى حتفه مضرجاً بدماءه في حرباً كافرة أختلط حابلها بنابلها.
فلا بد لأئمة المساجد أن يكون لهم الدور الأكثر فعالية لمحاربة الإرهاب فهم يخطبون في الناس بُكْرَةً وَعَشِيًّاوخطاباتهم تشكل البيئة الخصبة لأنماط التفكير لدى الشباب وبالأخص لمن هم في مقتبل أعمرهم فحين يدعون بالنصر للمقاتلين في سوريا والعراق في قنوت الصلاة وقبل الصلاة وبعدها فهو تحريض مباشر لخوض غمار تلك المعارك ومواطن الفتنة وبؤر التوتر التي لا صوت يعلو فيها سوى النحر والتكفير .
فالأولى بالخطباء أستبدال تلكم الأدعية بتحذير الشباب بأشد العبارات وأوضح البيانات بأن داعش و النصرة والقاعدة ومن سار بسيرتهم جماعات ضالة مضلة من ألتحلق بركبها خرج على بيعة ولي الأمر التي في عنقه و التي تستلزم طاعته في المنشط والمكره وهي لعمري من أكبر الكبائر.
فلا زال الوطن مع الأسف يحصد سماً زعافاً جراء سياسية هذا الصمت المطبق للخطباء تجاه تدمر مقدراته البشرية قبل بناه التحتية ففي حادثة مركز سويف الحدودي قدم الوطن أربعة شهداء من حرس الحدود قضوا نحبهم وهم يحامون على ثغر من ثغور الوطن وتكررت عدة حوادث مشابهة في أرجاء الوطن و آخرها الحملة الأمنية التي أطاحت بالعشرات من الإرهابيين الذين كان يشكلون تهديداً على الأمن الوطني حيث كانوا ينوون أستهداف المقرات الأمنية والمجمعات سكنية وأغتيال العسكريين ، و تفجيري القديح والعنود ليس عنك ببعيد حيث أمتدت يد الغدر الآثمة لتطال المصليين الآمنين في القديح لتودي بحياة أثني وعشرين شهيداً رحمهم الله ، و لولا لطف الله وعنايته وتصدي أربعة من بواسل الوطن وشجعانه للإرهابين الدواعش في جامع الإمام الحسين عليه في عنود الدمام لوقعت مجزرة ليس لها مثيل في تاريخ المملكة الحديث .
ويدق التقرير الأخير لمعهد بروكنز في العاصمة الأمريكية واشنطن ناقوس الخطر ، حيث أشار أن المغرودن المتعاطفون مع داعش في المملكة العربية السعودية 27 % وهم في المركز الثاني بعد سوريا والعراق 28% وهذا أمر متوقع نظراً لأنه بعض المناطق هنالك واقعة فعلياً تحت سيطرة الإرهاب الداعشي . لذا أظن أنه على وزارة الإعلام دور محوري تحت قيادة وزيرها الشاب الدكتور عادل الطريفي في تعقب الإرهابيين بالتعاون مع وزارة الداخلية عبر وسائل التواصل الأجتماعي و نشر رسائل توعية مضادة لهذا الفكر السِفاح ، فلا بد من أستثمار كل المنابر الإعلامية الحديثة لنشر الفكر الإسلامي المتسامح و فضح تدليس الإرهابيين و زيف ما يدعون إليه.
[/JUSTIFY]
بقلم المهندس : عمار محمد العبود