موهبتها التي صقلتها مع الزمن جعلتها تحلق إلى فضاء واسع سعيا لتحقيق جملة من الطموحات و الآمال التي تسيطر عليها، شاركت لوحاتها في المعارض و من هذا المنطلق فتحنا معها الحوار الآتي
س ١ عرفينا بنفسك؟
أنا أروى السيد ( اعتاد أصدقائي مناداتي أورورا ) سورية الجنسية أم مواطن, من مواليد المدينة المنورة , و مقيمة في جدة حاليًا
لطالما كانت السعودية بلدي الثاني فمنها استقيت أجمل ذكرياتي و أولى خبراتي, تخرجت من جامعة طيبة تخصص بكالوريوس إدارة أعمال, عملت بالتسويق و الإدارة و المبيعات و الآن أعمل في مجال التجميل كأخصائية ميكاب دائم .. كأقرب مجال لشغفي وحبي للفن و الجمال.
س ٢ بداية كيف تقدم أرورا سيد نفسها للقارئ؟
هناك أورورا الفنانة التشكيلية : التي ترى العالم بصورة ..
و أورورا الإنسانة : التي تتوق لمشاركة الناس تجاربهم وما يشعرون به..
و أورورا المختصة : التي حولت شغفها لمهنة يومية في مجال التجميل مما أتاح لها أن تمرن عينها لفهم فلسفة الصورة أكثر و بذلك جعلت عملي يدعم شغفي بالممارسة اليومية لقواعد العمل الفني من توزيع النور و الألوان و تناسق العناصر مع المكان و الزمان
س ٣ كيف تحددين دوافع وبدايات ومسارات تجربتك الفنية؟
الدافع الأساسي هو الشغف و حبي للفن عموماً و كون أنه عملي كأخصائية التجميل .. يعتبر نوع من الفن ولكن بطريقة مختلفة و من اختصاصي بهذا المجال فقد صار عندي شغف بالأوجه ورسم البورتريه الذي أنا بالأصل أقوم به في مجال عملي.
أما البدايات فقد كانت بسيطة عندما كنت في الثامنة من عمري و اكتشفتها مدرستي قامت وقتها المدرسة بالإتصال على الوالدة و استدعوها.. كانت والدتي قلقة .. حضرت بسرعة و عند وصولها اسقبلتها المشرفة الطلابية باجتماع أخبروها بموهبة طفلتها الصغيرة و ضرورة الاهتمام بتلك الموهبة و من ثم أكملت الوالدة حفظها الله مسيرة رعاية موهبتي .. كنت وقتها طفلة تحب الإحتفاظ بصورة قديمة او تكبير صورة صغيرة لأزين بها دفتر الواجبات المدرسية.
مسار تجربتي الفنية : لقد مررت بالعديد من التحديات أدت إلى إنقطاعي عن الرسم .. و ما زلت أعتبر نفسي في بداية المسار الفني.
س ٤ بمن تأثرت الفنانة أورورا سيد من الفنانين المحليين و العالميين في الرسم ؟
الفنان التشكيلي القدير رحمة الله عليه عبدالله نوواي
الفنان التشكيلي القدير ضياء عزيز
هشام بنجابي
الفنانة التشكيلية القديرة صفية بن زقر
عالمي إدوارد هوبر ….
س ٥ متى ترسم أرورا سيد؟ و هل كان الأزمات و الظروف التي يمر بها المجتمع في الفترة الماضية والحالية لها تأثير في تكوين لوحاتك؟
من المؤكد أن ظروف الناس المحيطة تلعب دورًا هاما في اختياري لمواضيع لوحاتيةبطريقة ما .. فأي بسمة أو دمعه أراها في وجوه العالم و كل قصة تلامس قلبي هي حكاية سألجئ لريشتي في ترجمتها لطالما كان الوقت الذي ألتقي فيه لوحتي و ريشتي من الأوقات المميزة والخاصة .. إنها كلقائك بصديق قديم .. يجعلك تفهم نفسك أفضل .. الرسم يساعدني في ترتيب أفكاري .. يساعدني في أن أجد نفسي .. الكثير من الأحيان ما ساعدني الرسم في أن احدد طبيعة شعوري و أفهم نفسي أكثر فالكثير من الأحيان أفهم نفسي أنا من خلال ما أرسم بعد إنتهاء لوحتي.
س ٦ كيف تتعاملين مع الألوان عادة و كيف تساهم بجمالية لوحاتك؟
أنا أحب أن أعيش اللون من خلال الإحتفال بلون معين كل فترة بكل شيئ يلامس بصري ومراقبة الشعور الذي يضفيه على روحي مما عزز لدي إحساس قوي بالألوان .. و من ثم استخدام هذا الفهم بتكنيك يناسب الرسالة العامة للوحة مما سيضمن جمالية اللوحة و تفردها.
س ٧ ما هي أكثر المشاعر صدقاً التي تجعلك ترسمين الفرح أو الحزن؟
صحيح أن التجربة الشخصية للفنان هي من ( أقوى المشاعر )
التي تجعله يرسم بها .. أما عن ( أصدق المشاعر ) فهي إحساسنا بالآخرين .. هي المشاعر التي أتلقاها بدون موعد .. بدون مسميات .. هي تلك اللحظات التي أشارك فيها تجربة إحساس من حولي .. فإحساسنا بالآخرين هي من أصدق المشاعر .. فأنا أكاد لا أنسى لوحة ( الأب ) كم استوقفت الكثير من زوار المعرض كان معظهم من السيدات أنا من المستحيل أن أنسى دموعهن التي ترقرقت أمام اللوحة مباشرة كم أثرت بي .. و لن أنسى تللك السيدة عندما فضلت أن تحتفل بدموعها معي لاحقا بعد أن قصت علي قصتها بعد أن أعادت إحيائها لوحتي في ذاكرتها من جديد.
س ٨ هل شاركتي في العديد من المعارض محليًا و دوليًا، وما هي القيمة المضافة التي أتت بها لحضرتك؟
هذه أول مشاركة لي بمعرض تشكيلي محلي أو دولي في حياتي كلها و ذلك بسبب تفرغي لدور الأمومة سابقا ..
س ٩ ما قيمة الجائزة في مشوارك الفني؟
. أنا أول شيء تفاجأت أني أنا فزت بالجائزة ..كانت مفاجأة لم أتوقعها جاء فوزي بالمعرض .. خاصة أنها كانت بعد انقطاع عن الرسم لمدة 15 سنة ..
، وأحب أن أشكر اللجنة التي أعجبت باللوح التي رسمتها وزملائي من الفنانين و الفنانات التي فرحت كثيرا بالتعرف عليهم.
الجو العام لهذه المسابقة أعجبني لأنه كان جو إبداعي وفني و عائلي جميل أكثر ما هو جو تنافسي … هذه الجائزة ستكون حافز لي أن أعود للرسم من جديد و أن أعمل لأتقدم في هذا الفن بشكل أكبر إن شاء الله.
س١١/ أي الموقفين يبعث الحماسة في إحساس الفنانة التشكيلية أرورا سيد وقوف فنان تشكيلي أمام لوحاتها ويقوم بمناقشتها أم وقوف إنسان عادي أمامها و يسألها عن مضمونها؟
أنا أؤمن أن الإبداع يكمن في بساطته .. و الجميع قادر على فهمه
من المؤكد سوف أكون متحمسة لمناقشة فنان تشكيلي ذو خبرة
كما يسعدني جدًا وقوف إنسان عادي اشاركه خبرتي بهذه الصورة.
فأنا لا انسى السيدة التي ذكرتها لوحة ( الأب ) بأغنية لCharles Aznacour لإبنته و كانت هذه اول مرة اسمع فيها لهذه الاغنية و وكأنني رسمت لوحة الاب على انغامها منذ الأزل .. و أصبحت الآن هذه الأغنية الأجنبية من الأغاني المفضلة والعزيزة على قلبي جدًا فشكرا لتلك الإضافة من انسان عادي شاركني تحفة صوتية امام صورة رسمتها .. و هذا قمة النجاح عندما تلمس اللوحة شي في الأخرين.
س ١١ هل وصلت الفنانة التشكيلية في السعودية إلى المكانة التي تليق بها في رأيك؟
إلى الأن مكانة الفنانة السعودية في تطور مستمر.. أنا في رأيي الفنانة السعودية ستتفوق بالفن …. انشاء الله ستصل الأمة العربية والإسلامية بفنها للتميز فالأمة العربية و الإسلامية لها إرث عميق بالفكر و الأدب و الفلسفة و الفن الإسلامي الذي احتل مكانة متصدرة و مميزة بالعالم بدون منافس، وكذلك ستفعل فناناتنا التشكيليات بالمملكة بريشة مليئة بالتراث الزاخر.. سوف تصل للعالمية بلغة الفن التي يفهمها كل البشر حول العالم.
فأنا لا أنسى السيدة البريطانية التي أخبرتني زميلتي أنها ترددت عدد من المرات على لوحة الصمود المستوحاة من شخصية عمر المختار .. لأتشرف بمقابلتها و شرحت لي أثناء ذلك كم تركت اللوحة في نفسها من تأثير و كيف أن هذه اللوحة جعلتها تسافر إلى حقب زمنية لم يعد متاح السفر إليها في عصرنا الحالي، لذلك اعتقد أن الفنانة التشكيلية السعودية لها مجال أكبر وأكبر و قريبا ستصل مواهبها أبعد و أبعد إلى العالمية بإذن الله وذلك بدعم من ولاية خادم الحرمين الشريفين و تحت قيادة الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله و أدامهم فخر للمسلمين.
س١٢ المجتمع والناس والحياة والوجود والهموم والتساؤلات أقاليم متعددة، كيف تنظرين إليها بمفهوم الفن؟
إنها الحياة كل هذه الأشياء تؤثر على الفنان .. و الفنان يؤثر بشكل واضح بالحياة.
كلمة شكر لمن توجهيها في مسيرتك الفنية؟
أود أن أشكر مدرستي التي اكتشفت موهبتي
كما أقدم الشكر الأعظم لأمي التي اهتمت و حرصت على إنمائها
وفي نهاية الحوار أشكر الفنانة التشكيلية أرورا سيد على قبول الدعوة ونعتذر على اطالتنا عليك.