
كنت مسافرا خارج المنطقة وبعد جولة، والابتعاد عن جو الصيف الحار والرطوبة العالية ومحاولة أخذ راحة واستجمام في المناطق الباردة والمعتدلة والاستمتاع بما حبا الله هذه المناطق والنعم التي تحتاج الشكر والحمد لله على كل حال.
وبعد هذه الرحلة عدنا إلى البلاد و خرجنا من بوابة المطار وكأننا دخلنا فرنا.
يصافح وجهك الهواء الساخن والجو المشبع بالرطوبة، ونسرع بكل ما لدينا من قوة و نهرب إلى السيارة حتى نصل إلى المنزل .وبعد الدخول والسلام على أنفسنا يحتاج علينا أن نتفحص التكييف .
وأخذ قسط من الراحة وفي اليوم التالي من فحص المنزل تم فتح ستارة النافذة لغرفة النوم لتشرق الشمس وإذا نرى أنا وزوجتي عش طائر على النافذة وكم مره تم طردهم لكن من جيل إلى آخر ومن عشر سنوات وتتردد الطيور على نفس المكان .
ونحاول طردهم وعمل شبك الألومنيوم لمنع وصولهم إلى النافذة لكنهم استغلوا الغياب وقرر زوج منهم بناء العش لهم وقلت لزوجتي: دعيهم وعلينا مراقبة حياتهم .
وبعد عدة أيام تم وضع بيضة واحدة، وكنا طول اليوم نهارا وليلا نسمع كأنه صراع بين الزوج وزوجته، وبعد المتابعة لهم جلسنا ذات يوم لم نرهم حتى البيضة الصغيرة اختفت! سألتني زوجتي أين الحمامة مع زوجها وبيضتها؟
قلت: غريبة الاختفاء بهذه السهولة وحمل البيضة ولم تنكسر أو لها أثر!
ربما غادروا من يومين لأنه جف العش لا يوجد رطوبة أو أثر لهم من ريش أو غير ذلك .
قلت لزوجتي الخلاف على السكن هو وعدها بمكان أفضل وبعد اختيار لكن تفاجأ بمجيئنا وهو راقب المكان أكثر من مدة لم ير النافذة تفتح أو الستارة تتحرك. قال المكان ليس آمنا مثلما كان اهلي يعيشون هنا سابقا. وبعد استشعار حركتنا ربما زعلت منه زوجته وبدأ الصراع على تغيير المكان . وكانت الحمامة مشغولة بوسائل التواصل الاجتماعي والنظر إلى أصدقائها من الطيور وكيف تعيش في رفاهية وعيش الرغيد
وأيضا أخذت تذكره أنه وعدها بجوال آخر موديل وسيارة ذات مواصفات عالية وماركة ذات جودة ولون مميز، وفيها كل وسائل الراحة وشنطة وملابس وعطور من ماركة عالمية وعقد فريد من نوعه من الذهب أو الألماس والسفرة السنوية التي تتطلب البعض أن يقترض لها وكيف تبدأ الزنة والحنة حول السفر وكيف أم فلان وأم علان تسافر ولا أحرها بسفرة وارسل لها صور الرحلة وكل شاردة وواردة بها والشاي المخدر والكافي على النهر وبين الأشجار الخضرة والماء والباقي معروف .
وإضافة الى شروط تثقل كاهل الزوج الذي قرر أن يتزوج ويعيش مستقرا مع من يحب ويتقاسم معها صعوبة الحياة .
وأيضا يذكرها أنك اأضا وعدتني أن تضعيني بين عينيك وتضميني بكلتا يديك وفي قلبك وفكرك وأن نتعرف على كل منا واجباته وحقوقه وأن لا نغتر بما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي من أفكار تريد هدم الأسرة وكيان المجتمع .
والكل يهدد بالخلع الذي أصبح مثل شرب الماء وكأنه سيف مسلط على كيان الأسرة.
وبدأ الزوج وكأنه طير من عش إلى آخر ومن مقهى وديوانية ويستقي معارف قد تضر بالحياة الزوجية
والتعلق بالجوال وكأنه أصبح الجميع يبحث عنه حتى قبل الصلاة والتكبير يفحصه وبعد السلام يبحث عن رساله وارده أو تواصل مع من يريد .
وقالت لي زوجتي أنتم دائما تضعون أن الزوجة هي من تريد هدم الأسرة وتضييع مستقبل وتربية الأبناء.
قلت لها: الحياة بين الزوج والزوجة هي شراكة ومساهمة بينهم في بناء وصنع أسرة متعاونة وإنشاء أبناء يسعد بها الأسرة وترفع راية الوطن وتخدم المجتمع .
وأخيرا جلسنا ننتظر عودة الحمامة مع زوجها وتكوين أسرة متحابة وأن تبيض من جديد وسوف نوفر لهم وسائل الراحة وعمل ظل وأن نوفر لهم الماء والغذاء المناسب ويتم متابعة المستجدات و ان تكون حياتهم وكأنهم في فندق خمس نجوم .
واخذنا مدة اسبوعين من حادثة مغادرة العش لهم ولم يعودوا حتى الآن ربما وجدو أفضل من هذا المكان أو تم الانفصال بينهما وعلينا الانتظار لعل أزواجا آخرين يصلون إلينا لأن إذا دق أسفين الشيطان بين الأزواج ونبت عش الخراب ومن يثير عش الدبابير عليه تحمل مسؤوليات ذلك .
هل نحن من عكرنا صفو العيش إلى الحمامة وكما قيل “يا داخل بين البصلة وقشرتها ما ينوبك إلا دمعتها أو ريحتها”.