
قراءة في كتاب تجربتي مع الإعاقة للمؤلف :حسين محمد عبد العظيم البقشي -الطبعة الأولى 2023/1444 م من المقدمة للكتاب نتعرف على الكاتب .
أود أن أقول أنه بالرغم من سر “دعم أسرتي وعدم معرفني أنني أنتمي لفئة ذوي الإعاقة” كانا سببين أساسيين الكل تلك النجاحات بعد التوكل والاعتماد على الله سبحانه وتعالى، إلا أني لست مبدعاً أو موهوباً كما يقال عني بل أنا مجرد إنسان كباقي الناس أتيحت له الفرص للحفاظ على مواهبه وحافظ عليها وحققت له البسيط
من النجاحات التي بإمكان أي شخص تحقيقها وتحقيق الأفضل منها والكثير غيرها بكل يسر وسهولة.
كتب جميل من شخصية يكتب عن تجربته ونتعلم منه الإصرار والتحدي والعزيمة والإرادة
تأثير البيئة والمجتمع
كل إنسان في هذه الحياة يتعلم ويكتسب الصفات و تبنى ذاته منذ طفولته بناءً على طريقة وأسلوب التربية من المجتمع المحيط به وبالأخص من هم أقرب الناس إليه كالأم والأب.
وعندما يكبر يصبح ذا شخصية معينة نتيجة لطريقة بنائه وتأسيسه التي اكتسبها من حياته. ولا شك أن بناء الذات والشخصية ومواجهة التحديات وتحقيق النجاحات ليس لها علاقة بالشخص السليم والشخص الذي لديه إعاقة أو بمعنى آخر لا يوجد اختلاف بين الشخص المعاق والشخص السليم إطلاقاً لتحقيق النجاحات.
فالإنسان الذي يبنى من طفولته بأنه إنسان ناجح سيصبح فعلاً ناجحاً والذي يبني بأنــه ســلـيـم سيصبح فعلاً سليماً حتى وإن كان شديد الإعاقة والذي يبني بأنه معاق أو أنه مختلف عن الآخر ويحتاج إلى رعاية سيصبح فعلاً معاقاً.
هكذا تعلمت من تجربة إعاقتي مع الحياة. منذ ولادتي حتى يومنا الحالي (ما يقارب الثلاثين عاماً) لم أسمع مصطلح ذوي الإعاقة من عائلتي، كما لم أسمع مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة، ولم أسمع أنني أحتاج إلى رعاية خاصة ولم أر يوماً من أن أحداً كان يعاملني بطريقة مختلفة عن إخواني وأخواني، لم أر يوماً أحداً كان يعاملني برفق عندما أخطئ بل أحاسب وأعاقب كسائر من معي.
كنت أسمع بعض الأحيان من أمي تتحدث مع الآخرين عني وتقول
عبارة أحسائية “شوي رجوله” التي تعني “خفه أو قله في قدميه”
فقط هذه العبارة التي لا تفسر شيء عن تعريف الإعاقة ولكن بشكل نادر جداً وفي حالات اضطرارية،،،
ولكن كل ذلك بعدما زرع في قلبي روح النجاح، روح المنافسة، روح التحدي، وأيضاً بعدما أيقنت بأن الذي أستطيع تحقيقه وتنفيذه هوالشيء الوحيد الذي أضــع لـه هـدفـاً وأتخلى عن كل شيء لأواجه تحدياته وصعوباته دون مساعدة الآخرين بالإضافة لعدم
اليأس أو الإحباط أو الاستسلام عند الفشل.
روي عن الإمام الحسن
( عليه السلام ) :
العقل حفظ القلب كلّ ما استرعيته .
يقول الشاعر :
أشكو إليكَ أموراً أنت تعلمها
مالي على حملها صبرٌ ولا جلدُ
وقد مددت يدي بالضرِّ مشتكياً
إليك يا خير من مدت إليه يدُ
وسلامتكم