كنت مسافرا إلى المدينة المنورة لزيارة النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلّم)
وأهل بيته من السيدة الزهراء عليها السلام ومن دفن في البقيع الغرقد من الأئمة الأطهار (عليهم السلام) والمزارات الأخرى،
وسجلت في ذلك الدفتر معلومات وأماكن بالشرح حول المعلومات المهمة حول كل مكان سوف نزوره وطرق الوصول إليه .
وكنت متحدث ومعرف الباص مرشدا سياحيا.
وبعد الوصول كنا ننتظر السكن في إحدى العمارات القريبة من عمارة العمري القديمة.
و بعد الوصول بالباص ومن التعب جلسنا في بهو العمارة، والكل يأخذ جهة للراحة حتى يتم توزيع السكن أو الانتقال إلى عمارة أخرى في حالة الاكتفاء.
كان في العمارة زوار من تركيا سيغادرونها، وبعد ذلك نستلم السكن منهم. وجدت الصناديق الخاصة بالزوار الأتراك مرتبة، وأخذت استند عليها، وبعد ذلك أخذني النوم العميق، وجلست على نداء أن الغرفة جاهزة لك؛ لأني كنت أدفع الفرق وأخذ غرفة خاصة من زمن الطيبين. كنت أطلب سكنا لوحدي أو مع أفراد اختارهم بنفسي، أو مع زوجتي بعد ذلك .
مع العجلة سقط الدفتر في الصندوق الثالث القريب من الأرض، فصرخت كيف استخرجه صعبة جدا الصناديق كبيرة ومغلقة ولا أعرف لغة أو صاحب الصندوق، فقلت:
لا حول ولا قوه إلا بالله:
كيف يستفيد صاحب الصندوق من الدفتر ونوع الخط؟
قلت: لكن العلم في الرأس أو القرطاس الذي دون ذلك يستطيع تذكر بعض المعلومات. وكنت أحمل كتابا قديما فيه معلومات حول الأماكن والمزارات لتلخيص المعلومات المهمة للشرح. ولضيق الوقت والبعض يريد معلومات سريعة ليس فيها تفاصيل.
كان القلم والدفتر الصغير دائما معي وكنت أعاني أن القلم لا يكتب، أو الدفتر يسقط في دورات المياه واضطر لغسله وتطهيره وتجفيفه. كم قلم سقط في المرحاض واستخرجه بصعوبة وإذا لا يمكن استخراجه، وهو قلم ثمين أو هدية أقول: خلك هنا ذكرى لنا وإذا أحد وجدك قل له يستخدمك في كتابة ما هو خير لك ولي .
قصص كثيرة وأحداث سجلت في الدفتر من أرقام خاصة ومعلومات وقصص وتقارير تحتاج تلخيصا أو نقلها من المسودة حتى خطب الجمعة والمحاضرات الحسينية أو إعداد المقالات متى جاءت الفكرة أخرجت الدفتر وكأن الوحي أو الإلهام كما يقال نزل،
أو تقدح الفكرة وتحتاج أن تترجم بالكتابة والتدوين .
كنت أجمع كل دفتر بعد الانتهاء واحتفظ بها كأنها كنز ثمين .
وكل دفتر اتصفحه أجد فيه معلومة أو فكرة أو رقم هاتف
لصديق أو عزيز فقدت التواصل معه مع زحمة الحياة والظروف التي تمر،
وتعصف به يمينا أويسارا.
كم فقدت التواصل مع البعض حتى التواصل سابقا أما الآن بين يديك الجوال الذي يحتوي على برامج وتطبيقات تفيد لكن لازلت متمسكا بالقلم والدفتر حتى أصبح علامة الجودة والتراث،
وكما قيل سابقا:
وما من كاتِب ِإلا سيفنى
ويبقى الدهرُ ما كتبت يداه
ُ فلا تكتـُب بكفِك غيرَ شيء
يسرُك َفي القيامة ِأن تراه
وعن الدفتر الشخصي كتب الشاعر نزار قباني
وداعاً… أيها الدفترْ
وداعاً يا صديق العمر،
يا مصباحيَ الأخضرْ
ويا صدراً بكيتُ عليه، أعواماً ولم يضجَرْ
ويا رفْضي ويا سُخطي،
ويا رعْدي ويا برقي
ويا ألماً تحولَ في يدي خِنْجَرْ
تركتكَ في أمانِ الله
يا جُرحي الذي أزهرْ
فإن سرقوكَ من دُرْجي
وفضُّوا خَتْمَكَ الأحْمَرْ
فلن يجدوا سوى امرأةٍ
مبعثرةٍ على دفتر.