
كلما بدوت واثقاً من نفسك كبرت في نظر من حولك ، وزاد احترامهم لك – تذكرت أحد الأصدقاء الأعزاء وكان يعيش مع أسرة متحابة وأب جدير بالاحترام مثقف وموظف مرموق وكون أسرة مع زوجته الكريمة التي تشاطره صعوبة الحياة وتشد من أزره وتحملت الغربة والعيش بعيدا عن الأهل وفي حي بعيد عن كل من يجمعهم بهم علاقة
ورزق الأب أبناء وبنات وجعل المحبة والاحترام يسود بينهم كأسرة نموذجية ومثالا يحتذى .
وبعد ان تزوج الابن الاكبر أنجب أبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة، وكان الأب يرعاهم بكل اهتمام ولكن لم يشأ القدر أن يعيش الأب مدة طويلة حيث أصيب بمرض عضال وانتقل الى رحمة الله تعالى. وبعد وفاته فكر الأخ الأصغر الذي كان أيضا متزوجا حديثا في إيجاد حل لرعاية أبناء أخيه .
فقام صاحبنا بالزواج من زوجة أخيه ليتم رعاية أبناء أخيه حتى يستطيع الدخول والخروج لرعايتهم حيث كانوا يحتاجون إلى رعاية طبية متكاملة وتركيب جهاز التنفس وكانت شقة أخيه شقته في منزل أبيه وهذا الأخ الكريم لم يمر زمن طويل أن يرزق من زوجته الأولى بثلاث أبناء وهم أيضاً من ذوي الاحتياجات الخاصة .
وهنا ازداد الهم حملاً آخر وحوّل شقته وشقة أخيه مستشفى مصغّر وأفرد لكل شخص غرفة خاصة ووفر كل ما يحتاجونه لعنايتهم واستمر الوضع حيث يقوم بمتابعتهم والعناية بهم ومتابعة مواعيدهم في المستشفى وتوفير اللوازم الطبية ودبّت الفرحة لدي بعد أن تم إقرار الرعاية الصحية المنزلية من وزارة الصحة التي تُوفَّر الرعاية الصحية وتضمن رضا المريض وأسرته وتوفير رعاية آمنة في منزل المريض مع وجود عائلته حيث يقوم فريق بزيارة الحالات وتزويدهم بكل ما يلزم من العلاجات وغير ذلك .
وكانت والدة ووالد الرجل والأخ الكريم يقوم بزيارته وتفقده ويدعون له بطول العمر والصحة والعافية ويجزل له الله العطاء لما يقوم به من رعاية أبناءه وأبناء أخيه ويوفق بين عمله ورعاية زوجتيه وأيضا يقدم عناية خاصة لوالديه وأخوته وأصبح الابن الاكبر بعد وفاة أخيه .
ولكن الحياة وقطار العمر يسيران وكبر السن جعلت الأب والأم أيضاً يحتاجان الرعاية الطبية حتى عندما استمرض الأب وأصبح لا يستطيع المشي إلا بكرسي متحرك يهتم به حتى عندما تقدم أحد أخوته بطلب الخدمة للأب والام رفضا الخروج وطلبا البقاء عند هذا الابن البار الذي اكتسب الخبرة وتعرف على الحالات المرضية والقدرة على رعايتها واحتكاكه بالأطباء الذين يقدمون له النصائح والكتيبات للحالات المرضية .
وهنا وقفت متحيراً كيف أن شخصا واحدا ورجلا مثل هذا الكريم الوفي أن يخدم 7 حالات من ذوي الاحتياجات الخاصة؟ لكن الرضى والصبر شيمته وكأنه جبل من الصبر والرضا واستمر في عمله ووظيفته وهو يرعى الحالات المرضية وأصبح رمزاً وتجربةً إنسانية، وعلينا ان ندعو له بطول العمر وأن يبقى بصحة وعافية وأن يشفي جميع المرضى في القريب العاجل.