
– قال تعالى : {وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا..} هذه القاعدة الربانية تعتبر أهم دستور إنساني وضعه الحق سبحانه لمختلف أصناف البشر كي يسيروا عليها كأساس متين لبناء علاقات حقيقية خاصة وعامة في القادم من أيام حياتهم ..
– وقال النبي ص : (احمل أخاك على سبعين محمل من الخير) لكن مانراه الآن عكس هذه القاعدة تماما .. فالعلاقات بين كثير من الناس أصحبت هشة، وضعيفة .. لدرجة أن أي مشكلة أو سوء فهم ممكن أن تنهي أطول علاقة بين طرفين في غمضة عين، ولا يرف لها جفن..؟
– ويقول الإمام علي : عاشروا الناس معاشرة ان غبتم حنوا إليكم … وسواء كانت هذه العلاقة عائلية أو أسرية أو زوجية؟فقد ضاعت معها صلة الرحم، وانتشر الطلاق الآن..؟ وحتى علاقة الصحبة، والصداقة قليل منها مايصمد أمام أبسط المشاكل ولو كانت ذات طابع قوي ومتين حسب مانلمس منها ومانرى في بعضها..؟
– وذلك بسبب :
١- سوء الظن في الطرف الآخر
٢- عدم حمل الآخر على محمل
٣- كثرة الشكوك في الآخرين
٤- ضعف الوازع الديني
فأصبحت الشكوك هي من يحرك، ويوجه علاقتنا الشخصية .. وليس للدين نصيبا فيها بل الأهواء، والغرور، والكبرياء أصبح أساس لها..!!
– وللأسف يحصل ذلك دون أدنى تأثير لمختلف العبادات اليومية؟والتي أصبحت تأخذ منا وقتاً طويل، ولكن فائدتها قليلة علينا إلا مارحم ربي فأغلبها تظهر بشكل صوري، وليس لها تأثير كبير على مسيرة حياة كل منا ..؟
– ولو عدنا لأيام مضت، ومن وقت قريب .. أي قبل سنوات معدودة في حدود (٢٠سنة) فقط لوجدنا أن الوضع كان مقبولا بدرجة كبيرة مقارنة بهذه الأيام، والتي فقدت العلاقات فيها كثير من بريقها، وأصالتها القديمة..
– وأما أيام الزمن الجميل.. وقبل سنوات طويلة من حياة الآباء، والأجداد فقد كانت العلاقات تمثل قمتها، وفي أوجها من حسن تعامل، ومصداقية في الآخر، وثقة تجمعهم بلا حدود جعلتهم يعيشون بسلام، وأمان ..
– وتعاني الآن جميع شعوب الأرض.. من تدهور العلاقات بين بعضها البعض، فقد خسر الوالدين بعض الأبناء، وخسر الإخوان، والأخوات وابناء العم بعضهم، وكذلك الأصدقاء، والأصحاب فقدوا المحبة فيما بينهم، وسادت الخلافات، والمشاكل بين مختلف البشر كما نسمع، ونرى..؟
– وعلينا أن ننظر لهذه الإضاءة الربانية : {إنما المؤمنون أخوة} فحري بنا أن نستذكر قوله تعالى هذا في كل وقت، وحين، ونعود للدين، والفطرة السليمة للحفاظ على ماتبقى من هذه العلاقات، مهما حصل فيها من اختلاف أو سوء فهم فلا نكابر بل نسموا بأنفسنا عن تفاهات الأمور، ونتجاوز عن كل العثرات..؟
– ولن يتحقق لنا ذلك إلا إذا كنا.. نبحث عن رضا الله تعالى أولاً ، ونريد ذلك داخل أنفسنا .. لانه تعالى .. {لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسم} .. لذا علينا ترتيب علاقتنا من جديد، وتصفيتها من كل شائبة بكل جدية، وبكل حزم، لكي نعيش بكل حب وسلام .
▪︎ والسلام خير ختام .